بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٣ - الصفحة ٦٣
قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى، وكنه في خطابك (1) إياه ولا يرو عنك ما ألبسته من لباس الدنيا، فإن ناصيته بيدي، ولا يطرف ولا ينطق ولا يتنفس إلا بعلمي، وأخبره بأني إلى العفو والمغفرة أسرع إلى الغضب والعقوبة، وقل له: أجب ربك فإنه واسع المغفرة قد أمهلك طول هذه المدة وأنت في كلها تدعي الربوبية دونه، وتصد عن عبادته، وفي كل ذلك تمطر عليك السماء، وتنبت لك الأرض، ويلبسك العافية، ولو شاء لعاجلك بالنقمة، ولسلبك ما أعطاك، ولكنه ذو حلم عظيم. ثم امسك عن موسى سبعة أيام، ثم قيل له بعد سبع ليال: أجب ربك يا موسى فيما كلمك. فقال: " رب اشرح لي صدري " الآية، فلما رجع موسى شيعته الملائكة، فكان قلب موسى مشتغلا بولده، وأراد أن يختنه فأمر الله عز وجل ملكا فمد يده ولم يزل قدمه عن موضعها حتى جاء به ملففا في خرقته، وتناوله موسى، فأخذ حجرتين فحك أحدهما بالآخر حتى حدده كالسكين فختن بهما (2) ابنه، فتفل الملك عليه وبرئ من ساعته، ثم رده الملك إلى موضعه، ولم يزل أهل موسى في ذلك الموضع حتى مر راع من أهل مدين فعرفهم واحتملهم وردهم إلى مدين، وكانوا عند شعيب حتى بلغهم خبر موسى عليه السلام بعدما فلق البحر وجاوزه بنو إسرائيل، وغرق الله فرعون فبعثهم شعيب إلى موسى عليه السلام بمصر. (3) ايضاح: فتحز بالزاي المعجمة أي تقطع. والخصاص: كل خلل وخرق في باب وغيره. والفرضة بالضم من النهر: ثلمة يستقى منها، ومن البحر محط السفن. وسخره كمنعه: كلفه مالا يريد وقهره. والزند: الذي يقدح به النار. وروي النار: اتقادها. و المحجن كمنبر: كل معطوف معوج. وطريق مهيع: بين. والمقلاع: الذي يرمى به الحجر. وصريف ناب البعير: صوتها. وتلمظت الحية: أخرجت لسانها. وترمرم: تحرك للكلام ولم يتكلم.

(1) أي سمه بالكنية عند الخطاب.
(2) في المصدر: به. م (3) عرائس الثعلبي: 105 - 114، وفد اختصره المصنف فاسقط منه كثيرا. م
(٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 1 نقش خاتم موسى وهارون عليهما السلام وعلل تسميتهما و بعض أحوالهما، وفيه 20 حديثا. 1
3 باب 2 أحوال موسى عليه السلام من حين ولادته إلى نبوته، وفيه 21 حديثا. 13
4 باب 3 معنى قوله تعالى: (فاخلع نعليك) وقول موسى عليه السلام: (واحلل عقدة من لساني) وأنه لم سمي الجبل طور سيناء، وفيه خمسة أحاديث. 64
5 باب 4 بعثة موسى وهارون عليهما السلام على فرعون، وأحوال فرعون وأصحابه وغرقهم، وما نزل عليهم من العذاب قبل ذلك، وإيمان السحرة وأحوالهم، وفيه 61 حديثا 67
6 باب 5 أحوال مؤمن آل فرعون وامرأة فرعون، وفيه ستة أحاديث 157
7 باب 6 خروج موسى عليه السلام من الماء مع بني إسرائيل وأحوال التيه، وفيه 21 حديثا. 165
8 باب 7 نزول التوراة وسؤال الرؤية وعبادة العجل وما يتعلق بها، وفيه 51 حديثا. 195
9 باب 8 قصة قارون، وفيه خمسة أحاديث. 249
10 باب 9 قصة ذبح البقرة، وفيه سبعة أحاديث. 259
11 باب 10 قصص موسى وخضر عليهما السلام، وفيه 55 حديثا. 278
12 باب 11 ما ناجى به موسى عليه السلام ربه وما أوحي إليه من الحكم والمواعظ وما جرى بينه وبين إبليس لعنه الله وفيه 80 حديثا. 323
13 باب 12 وفاة موسى وهارون عليهما السلام وموضع قبرهما، وبعض أحوال يوشع بن نون عليه السلام، وفيه 22 حديثا. 363
14 باب 13 تمام قصة بلعم بن باعور، وفيه ثلاثة أحاديث. 377
15 باب 14 قصة حزقيل عليه السلام، وفيه تسعة أحاديث. 381
16 باب 15 قصص إسماعيل الذي سماه الله صادق الوعد وبيان أنه غير إسماعيل بن إبراهيم، وفيه سبعة أحاديث. 388
17 باب 16 قصة إلياس وإليا واليسع عليهم السلام، وفيه عشرة أحاديث. 392
18 باب 17 قصص ذي الكفل عليه السلام، وفيه حديثان. 404
19 باب 18 قصص لقمان وحكمه، وفيه 28 حديثا. 408
20 باب 19 قصص إشموئيل عليه السلام وتالوت وجالوت وتابوت السكينة، وفيه 22 حديثا. 435