بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٣ - الصفحة ٥٩
أمعائه من شدة الجوع لنظر، ما يسأل الله تعالى إلا اكلة.
وقال أبو جعفر الباقر عليه السلام: لقد قالها وإنه لمحتاج إلى شق تمرة. قالوا: فلما رجعتا إلى أبيهما قال لهما: ما أعجلكما! قالتا: وجدنا رجلا صالحا رحمنا فسقى لنا أغنامنا فقال لإحداهما: فاذهبي فادعيه إلي، وهي التي تزوجها موسى، فجاءته إحداهما تمشي على استحياء فقالت له: إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا، فقام موسى عليه السلام و تقدمته وهو يتبعها، فهبت ريح فألزقت ثوب المرأة بردفها، فقال لها: امشي خلفي ودليني على الطريق، فإن أخطأت فارمي قدامي بحصاة، فإنا بني يعقوب لا ننظر في أعجاز النساء، فنعتت له الطريق إلى منزل أبيها ومشت خلفه حتى دخلا على شعيب، فسأله عن حاله فأخبره فقال: " لا تخف نجوت من القوم الظالمين " فقالت إحداهما وهي التي كانت الرسول إلى موسى: " يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين " وإنما قالت:
القوي لأنه أزال الحجر الذي كان يرفعه ثلاثون أو أربعون رجلا، (1) فقال لها أبوها:
فما علمك بأمانته؟ فأخبرت أباها بما أمرها به موسى من استدبارها إياه.
قالوا: فلما قضى موسى عليه السلام أتم الأجلين وسار بأهله منفصلا من أرض مدين يؤم الشام ومعه أغنامه وامرأته وهي في شهرها لا تدري أليلا تضع أم نهارا فانطلق في برية الشام عادلا عن المدائن والعمران مخافة الملوك الذين كانوا بالشام، وكان أكبر همه يومئذ أخاه هارون وإخراجه من مصر، فسار موسى عليه السلام في البرية غير عارف بطرقها، فأجاءه المسير (2) إلى جانب الطور الغربي الأيمن في عشية شاتية شديدة البرد، وأظلم عليه الليل، وأخذت السماء ترعد وتبرق وتمطر وأخذ امرأته الطلق، فعمد موسى إلى زنده و قدحه مرات فلم تور، فتحير وقام وقعد وأخذ يتأمل ما قرب وبعد تحيرا وضجرا، فبينا هو كذلك إذ آنس من جانب الطور نارا، فحسبه نارا فقال لأهله: امكثوا إني آنست نارا لعلي آتيكم منها بقبس أو أجد على النار هدى يعني من يدلني على الطريق وكان قد ضل الطريق، فلما أتاها رأى نورا عظيما ممتدا من عنان السماء إلى شجرة عظيمة هناك، و

(1) في المصدر: لا يرفعه الا أربعون رجلا. وليس فيه ثلاثون. م (2) في المصدر فألجأه المسير.
(٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 1 نقش خاتم موسى وهارون عليهما السلام وعلل تسميتهما و بعض أحوالهما، وفيه 20 حديثا. 1
3 باب 2 أحوال موسى عليه السلام من حين ولادته إلى نبوته، وفيه 21 حديثا. 13
4 باب 3 معنى قوله تعالى: (فاخلع نعليك) وقول موسى عليه السلام: (واحلل عقدة من لساني) وأنه لم سمي الجبل طور سيناء، وفيه خمسة أحاديث. 64
5 باب 4 بعثة موسى وهارون عليهما السلام على فرعون، وأحوال فرعون وأصحابه وغرقهم، وما نزل عليهم من العذاب قبل ذلك، وإيمان السحرة وأحوالهم، وفيه 61 حديثا 67
6 باب 5 أحوال مؤمن آل فرعون وامرأة فرعون، وفيه ستة أحاديث 157
7 باب 6 خروج موسى عليه السلام من الماء مع بني إسرائيل وأحوال التيه، وفيه 21 حديثا. 165
8 باب 7 نزول التوراة وسؤال الرؤية وعبادة العجل وما يتعلق بها، وفيه 51 حديثا. 195
9 باب 8 قصة قارون، وفيه خمسة أحاديث. 249
10 باب 9 قصة ذبح البقرة، وفيه سبعة أحاديث. 259
11 باب 10 قصص موسى وخضر عليهما السلام، وفيه 55 حديثا. 278
12 باب 11 ما ناجى به موسى عليه السلام ربه وما أوحي إليه من الحكم والمواعظ وما جرى بينه وبين إبليس لعنه الله وفيه 80 حديثا. 323
13 باب 12 وفاة موسى وهارون عليهما السلام وموضع قبرهما، وبعض أحوال يوشع بن نون عليه السلام، وفيه 22 حديثا. 363
14 باب 13 تمام قصة بلعم بن باعور، وفيه ثلاثة أحاديث. 377
15 باب 14 قصة حزقيل عليه السلام، وفيه تسعة أحاديث. 381
16 باب 15 قصص إسماعيل الذي سماه الله صادق الوعد وبيان أنه غير إسماعيل بن إبراهيم، وفيه سبعة أحاديث. 388
17 باب 16 قصة إلياس وإليا واليسع عليهم السلام، وفيه عشرة أحاديث. 392
18 باب 17 قصص ذي الكفل عليه السلام، وفيه حديثان. 404
19 باب 18 قصص لقمان وحكمه، وفيه 28 حديثا. 408
20 باب 19 قصص إشموئيل عليه السلام وتالوت وجالوت وتابوت السكينة، وفيه 22 حديثا. 435