بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٣ - الصفحة ٥٧
الظلم، (1) فركب فرعون ذات يوم فركب موسى في أثره فأدركه المقيل بأرض بقال لها منف، (2) فدخلها نصف النهار وقد غلقت أسواقها وليس في طرقها أحد، وذلك قوله تعالى: " على حين غفلة من أهلها " فبينا هو يمشي في ناحية المدينة إذا هو برجلين يقتتلان: أحدهما من بني إسرائيل، والآخر من آل فرعون، والذي من شيعته يقال إنه السامري، والذي من عدوه كان خبازا لفرعون واسمه قاثون، (3) وكان اشترى حطبا للمطبخ فسخر السامري ليحمله، فامتنع، فلما مر بهما موسى استغاث به، فقال موسى للقبطي: دعه، فقال الخباز:
إنما آخذه لعمل أبيك، فأبى أن يخلي سبيله، فغضب موسى فبطش وخلص السامري من يده، فنازعه القبطي فوكزه موسى فقتله وهو لا يريد قتله، قالوا: ولما قتل لم يرهما إلا الله تعالى والإسرائيلي، فأصبح في المدينة خائفا يترقب الاخبار، فاتي فرعون فقيل له:
إن بني إسرائيل قد قتلوا رجلا من آل فرعون فخذ لنا بحقنا، فقال: ائتوني بقاتله ومن يشهد عليه، فطلبوا ذلك فبينا هم يطوفون إذ مر موسى من الغد فرأى ذلك الإسرائيلي:
يقاتل فرعونيا، فاستغاثه على الفرعوني، فصادف موسى، وقد ندم على ما كان منه بالأمس، وكره الذي رأى، فغضب موسى فمد يده وهو يريد أن يبطش بالفرعوني: فقال للإسرائيلي " إنك لغوي مبين " ففرع الإسرائيلي من موسى أن يبطش به من أجل أنه أغلط له الكلام، فظن أنه يريد قتله، فقال له: " يا موسى أتريد أن تقتلني " الآية، وإنما قال ذلك مخافة من موسى وظنا أن يكون إياه أراد، وإنما أراد الفرعوني، فتتاركا، وذهب إلى فرعون وأخبره بما سمع من الإسرائيلي، فأرسل فرعون الذباحين وأمرهم بقتل موسى وقال لهم: اطلبوه في بنيات الطريق (4) فإنه غلام لا يهتدي إلى الطريق، فجاءه رجل من أقصى المدينة من شيعته يقال له خربيل (5) وكان على بقية من دين إبراهيم الخليل عليه السلام وكان أول من صدق بموسى وآمن به.

(1) في المصدر: وامتنع به عن بني إسرائيل كثير من الظلم والسخر التي كانت فيهم، ولا يعلم الناس أن ذلك الا من قبل الرضاعة، قالوا. فركب.
(2) منف بالفتح ثم السكون وفاء: اسم مدينة فرعون بمصر تقدم ذكرها قبلا.
(3) في المصدر: قاتون.
(4) بنيات الطريق: الطرق الصغيرة المتشعبة من الجادة.
(5) في المصدر: حزقيل.
(٥٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 1 نقش خاتم موسى وهارون عليهما السلام وعلل تسميتهما و بعض أحوالهما، وفيه 20 حديثا. 1
3 باب 2 أحوال موسى عليه السلام من حين ولادته إلى نبوته، وفيه 21 حديثا. 13
4 باب 3 معنى قوله تعالى: (فاخلع نعليك) وقول موسى عليه السلام: (واحلل عقدة من لساني) وأنه لم سمي الجبل طور سيناء، وفيه خمسة أحاديث. 64
5 باب 4 بعثة موسى وهارون عليهما السلام على فرعون، وأحوال فرعون وأصحابه وغرقهم، وما نزل عليهم من العذاب قبل ذلك، وإيمان السحرة وأحوالهم، وفيه 61 حديثا 67
6 باب 5 أحوال مؤمن آل فرعون وامرأة فرعون، وفيه ستة أحاديث 157
7 باب 6 خروج موسى عليه السلام من الماء مع بني إسرائيل وأحوال التيه، وفيه 21 حديثا. 165
8 باب 7 نزول التوراة وسؤال الرؤية وعبادة العجل وما يتعلق بها، وفيه 51 حديثا. 195
9 باب 8 قصة قارون، وفيه خمسة أحاديث. 249
10 باب 9 قصة ذبح البقرة، وفيه سبعة أحاديث. 259
11 باب 10 قصص موسى وخضر عليهما السلام، وفيه 55 حديثا. 278
12 باب 11 ما ناجى به موسى عليه السلام ربه وما أوحي إليه من الحكم والمواعظ وما جرى بينه وبين إبليس لعنه الله وفيه 80 حديثا. 323
13 باب 12 وفاة موسى وهارون عليهما السلام وموضع قبرهما، وبعض أحوال يوشع بن نون عليه السلام، وفيه 22 حديثا. 363
14 باب 13 تمام قصة بلعم بن باعور، وفيه ثلاثة أحاديث. 377
15 باب 14 قصة حزقيل عليه السلام، وفيه تسعة أحاديث. 381
16 باب 15 قصص إسماعيل الذي سماه الله صادق الوعد وبيان أنه غير إسماعيل بن إبراهيم، وفيه سبعة أحاديث. 388
17 باب 16 قصة إلياس وإليا واليسع عليهم السلام، وفيه عشرة أحاديث. 392
18 باب 17 قصص ذي الكفل عليه السلام، وفيه حديثان. 404
19 باب 18 قصص لقمان وحكمه، وفيه 28 حديثا. 408
20 باب 19 قصص إشموئيل عليه السلام وتالوت وجالوت وتابوت السكينة، وفيه 22 حديثا. 435