بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٣ - الصفحة ٥١
ملكة لبني إسرائيل منه، وكان يعذبهم ويستعبدهم فجعلهم خدما وخولا، (1) وصنفهم في أعماله: فصنف يبنون، وصنف يحرسون، وصنف يتولون الاعمال القذرة، ومن لم يكن من أهل العمل فعليه الجزية، كما قال الله تعالى: " يسومونكم سوء العذاب " وقد استنكح فرعون منهم امرأة يقال لها آسية بنت مزاحم من خيار النساء المعدودات، ويقال: بل هي آسية بنت مزاحم بن الريات بن الوليد فرعون يوسف الأول فأسلمت على يدي موسى عليه السلام.
قال مقاتل: ولم يسلم من أهل مصر إلا ثلاثة: آسية وخربيل ومريم بنت ناموساء التي دلت موسى على قبر يوسف عليه السلام فعمر فرعون وهم تحت يديه عمرا طويلا يقال:
أربعمائة سنة يسومونهم سوء العذاب. فلما أراد الله تعالى أن يفرج عنهم بعث موسى عليه السلام وكان بدء ذلك على ما ذكره السدي عن رجاله أن فرعون رأى في منامه أن نارا قد أقبلت من بيت المقدس حتى اشتملت على بيوت مصر فأخربتها وأحرقت القبط، وتركت بني إسرائيل، فدعا فرعون السحرة والكهنة والمعبرين والمنجمين وسألهم عن رؤياه، فقالوا:
إنه يولد في بني إسرائيل غلام يسلبك ملكك، ويغلبك على سلطانك، ويخرجك وقومك من أرضك، ويبدل دينك، وقد أظلك زمانه الذي يولد فيه، قال: فأمر فرعون بقتل كل غلام يولد في بني إسرائيل، وجمع القوابل من نساء أهل مملكته فقال لهن: لا يسقطن على أيديكن غلام من بني إسرائيل إلا قتلتنه، ولا جارية إلا تركتنها، ووكل بهن فكن يفعلن ذلك، قال مجاهد: لقد ذكر لي أنه كان يأمر بالقصب فيشق حتى يجعل أمثال الشفار، (2) ثم يصف بعضها إلى بعض ثم يؤتى بالحبالى من بني إسرائيل فيوقعن فتحز أقدامهن (3) حتى أن المرأة منهن لتضع ولدها فيقع بين رجليها، فتظل تطأه تتقي به حد القصب عن رجلها لما بلغ من جهدها، فكان يقتل الغلمان الذين كانوا في وقته، ويقتل

(1) الخول: العبيد والإماء والخدم.
(2) الشفار: جمع الشفرة: السكين العظيمة العريضة. حد السيف. جانب النصل.
(3) في نسخة " فتحر " وفى المصدر: ثم يضف بعضه إلى بعض، ثم يؤتى بالحبالى من بني إسرائيل فيوقفن عليه فتجرح أقدامهن.
(٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 1 نقش خاتم موسى وهارون عليهما السلام وعلل تسميتهما و بعض أحوالهما، وفيه 20 حديثا. 1
3 باب 2 أحوال موسى عليه السلام من حين ولادته إلى نبوته، وفيه 21 حديثا. 13
4 باب 3 معنى قوله تعالى: (فاخلع نعليك) وقول موسى عليه السلام: (واحلل عقدة من لساني) وأنه لم سمي الجبل طور سيناء، وفيه خمسة أحاديث. 64
5 باب 4 بعثة موسى وهارون عليهما السلام على فرعون، وأحوال فرعون وأصحابه وغرقهم، وما نزل عليهم من العذاب قبل ذلك، وإيمان السحرة وأحوالهم، وفيه 61 حديثا 67
6 باب 5 أحوال مؤمن آل فرعون وامرأة فرعون، وفيه ستة أحاديث 157
7 باب 6 خروج موسى عليه السلام من الماء مع بني إسرائيل وأحوال التيه، وفيه 21 حديثا. 165
8 باب 7 نزول التوراة وسؤال الرؤية وعبادة العجل وما يتعلق بها، وفيه 51 حديثا. 195
9 باب 8 قصة قارون، وفيه خمسة أحاديث. 249
10 باب 9 قصة ذبح البقرة، وفيه سبعة أحاديث. 259
11 باب 10 قصص موسى وخضر عليهما السلام، وفيه 55 حديثا. 278
12 باب 11 ما ناجى به موسى عليه السلام ربه وما أوحي إليه من الحكم والمواعظ وما جرى بينه وبين إبليس لعنه الله وفيه 80 حديثا. 323
13 باب 12 وفاة موسى وهارون عليهما السلام وموضع قبرهما، وبعض أحوال يوشع بن نون عليه السلام، وفيه 22 حديثا. 363
14 باب 13 تمام قصة بلعم بن باعور، وفيه ثلاثة أحاديث. 377
15 باب 14 قصة حزقيل عليه السلام، وفيه تسعة أحاديث. 381
16 باب 15 قصص إسماعيل الذي سماه الله صادق الوعد وبيان أنه غير إسماعيل بن إبراهيم، وفيه سبعة أحاديث. 388
17 باب 16 قصة إلياس وإليا واليسع عليهم السلام، وفيه عشرة أحاديث. 392
18 باب 17 قصص ذي الكفل عليه السلام، وفيه حديثان. 404
19 باب 18 قصص لقمان وحكمه، وفيه 28 حديثا. 408
20 باب 19 قصص إشموئيل عليه السلام وتالوت وجالوت وتابوت السكينة، وفيه 22 حديثا. 435