بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٣ - الصفحة ١٩
" قال له موسى إنك لغوي مبين " أي ظاهر الغواية، قاتلت بالأمس رجلا وتقاتل اليوم آخر، ولم يرد الغواية في الدين، والمراد أن من خاصم آل فرعون مع كثرتهم فإنه غوي أي خائب فيما يطلبه، عادل عن الصواب فيما يقصده.
" فلما أراد أن يبطش " أي فلما أخذته الرقة على الإسرائيلي وأراد أن يدفع القبطي الذي هو عدو لموسى والإسرائيلي عنه ويبطش به، أي يأخذه بشدة ظن الإسرائيلي أن موسى قصده لما قال له: " إنك لغوي مبين " فقال: " أتريد أن تقتلني " وقيل: هو من قول القبطي لأنه قد اشتهر أمر القتل بالأمس وأنه قتله بعض بني إسرائيل " إن تريد إلا أن تكون جبارا في الأرض " أي ما تريد إلا أن تكون جبارا عاليا في الأرض بالقتل والظلم، ولما قال الإسرائيلي ذلك علم القبطي أن القاتل موسى، فانطلق إلى فرعون فأخبره به، فأمر فرعون بقتل موسى وبعث في طلبه.
" فخرج منها " أي من مدينة فرعون " خائفا " من أن يطلب فيقتل " يترقب " الطلب قال ابن عباس: خرج متوجها نحو مدين وليس له علم بالطريق إلا حسن ظنه بربه، و قيل: إنه خرج بغير زاد ولا حذاء ولا ظهر (1) وكان لا يأكل إلا من حشيش الصحراء حتى بلغ ماء مدين " ولما توجه تلقاء مدين " قال الزجاج: أي لما سلك في الطريق الذي يلقى مدين فيها، وهي على مسيرة ثمانية أيام من مصر، نحو ما بين الكوفة إلى البصرة، ولم يكن له بالطريق علم ولذلك قال: " عسى ربي أن يهديني سواء السبيل " أي يرشدني قصد السبيل إلى مدين، وقيل: إنه لم يقصد موضعا بعينه ولكنه أخذ في طريق مدين.
وقال عكرمة: عرضت لموسى أربع طرق فلم يدر أيتها يسلك، ولذلك قال: " عسى ربي أن يهديني " فلما دعا ربه استجاب له ودله على الطريق المستقيم إلى مدين، وقيل: جاء ملك على فرس بيده عنزة (2) فانطلق به إلى مدين، وقيل: إنه خرج حافيا ولم يصل إلى مدين حتى وقع خف قدميه (3) عن ابن جبير " فلما ورد ماء مدين " وهو بئر كانت لهم

(1) الظهر: الركاب التي تحمل الأثقال.
(2) العنزة: أطول من العصا وأقصر من الرمح وفيه زج كزج الرمح.
(3) الخف من الانسان: ما أصاب الأرض من باطن قدمه.
(١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 1 نقش خاتم موسى وهارون عليهما السلام وعلل تسميتهما و بعض أحوالهما، وفيه 20 حديثا. 1
3 باب 2 أحوال موسى عليه السلام من حين ولادته إلى نبوته، وفيه 21 حديثا. 13
4 باب 3 معنى قوله تعالى: (فاخلع نعليك) وقول موسى عليه السلام: (واحلل عقدة من لساني) وأنه لم سمي الجبل طور سيناء، وفيه خمسة أحاديث. 64
5 باب 4 بعثة موسى وهارون عليهما السلام على فرعون، وأحوال فرعون وأصحابه وغرقهم، وما نزل عليهم من العذاب قبل ذلك، وإيمان السحرة وأحوالهم، وفيه 61 حديثا 67
6 باب 5 أحوال مؤمن آل فرعون وامرأة فرعون، وفيه ستة أحاديث 157
7 باب 6 خروج موسى عليه السلام من الماء مع بني إسرائيل وأحوال التيه، وفيه 21 حديثا. 165
8 باب 7 نزول التوراة وسؤال الرؤية وعبادة العجل وما يتعلق بها، وفيه 51 حديثا. 195
9 باب 8 قصة قارون، وفيه خمسة أحاديث. 249
10 باب 9 قصة ذبح البقرة، وفيه سبعة أحاديث. 259
11 باب 10 قصص موسى وخضر عليهما السلام، وفيه 55 حديثا. 278
12 باب 11 ما ناجى به موسى عليه السلام ربه وما أوحي إليه من الحكم والمواعظ وما جرى بينه وبين إبليس لعنه الله وفيه 80 حديثا. 323
13 باب 12 وفاة موسى وهارون عليهما السلام وموضع قبرهما، وبعض أحوال يوشع بن نون عليه السلام، وفيه 22 حديثا. 363
14 باب 13 تمام قصة بلعم بن باعور، وفيه ثلاثة أحاديث. 377
15 باب 14 قصة حزقيل عليه السلام، وفيه تسعة أحاديث. 381
16 باب 15 قصص إسماعيل الذي سماه الله صادق الوعد وبيان أنه غير إسماعيل بن إبراهيم، وفيه سبعة أحاديث. 388
17 باب 16 قصة إلياس وإليا واليسع عليهم السلام، وفيه عشرة أحاديث. 392
18 باب 17 قصص ذي الكفل عليه السلام، وفيه حديثان. 404
19 باب 18 قصص لقمان وحكمه، وفيه 28 حديثا. 408
20 باب 19 قصص إشموئيل عليه السلام وتالوت وجالوت وتابوت السكينة، وفيه 22 حديثا. 435