بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٣ - الصفحة ١٧
أي اتبعي أثره وتعرفي خبره " فبصرت به عن جنب " تقديره: فذهبت أخت موسى فوجدت آل فرعون أخرجوا موسى " فبصرت به عن جنب " أي عن بعد، وقيل: عن جانب تنظر إليه وجعلت تدخل إليهم كأنها لا تريده " وهم لا يشعرون " أنها أخته أو جاءت متعرفة عن خبره " وحرمنا عليه المراضع " أي منعناهن منه وبغضناهن إليه فلا يؤتى بمرضع فيقبلها " من قبل " أي من قبل مجئ أمه " فقالت هل أدلكم " وهذا يدل على أن الله تعالى ألقى محبته في قلب فرعون فلغاية شفقته عليه طلب له المراضع، وكان موسى عليه السلام لا يقبل ثدي واحدة منهن بعد أن أتاه مرضع بعد مرضع، فلما رأت أخته وجدهم به ورأفتهم عليه قالت لهم:
" هل أدلكم على أهل بيت يكفلونه لكم " أي يقبلون هذا الولد، ويبذلون النصح في أمره، ويحسنون تربيته " وهم له ناصحون " يشفقون عليه، قيل: إنها لما قالت ذلك قال هامان:
إن هذه المرأة تعرف أن هذا الولد من أي أهل بيت هو، فقالت هي: إنما عنيت أنهم ناصحون للملك فأمسكوا عنها.
" ورددناه إلى أمه " فانطلقت أخت موسى إلى أمها فجاءت بها إليهم، فلما وجد موسى ريح أمه قبل ثديها وسكن بكاؤه، وقيل: إن فرعون قال لامه: كيف ارتضع منك ولم يرتضع من غيرك؟ قالت: لأني امرأة طيبة الريح، طيبة اللبن، لا أكاد اوتى بصبي إلا ارتضع مني، فسر فرعون بذلك " ولكن أكثرهم لا يعلمون " أن وعد الله حق.
" ولما بلغ أشده " أي ثلاثا وثلاثين سنة " واستوى " أي بلغ أربعين سنة " آتيناه حكما وعلما " أي فقها وعقلا وعلما بدينه ودين آبائه، فعلم موسى وحكم قبل أن يبعث نبيا، وقيل: نبوة وعلما " ودخل المدينة " يريد مصر، وقيل: مدينة ميق (1) من أرض مصر، وقيل: على فرسخين من مصر " على حين غفلة من أهلها " أراد به نصف النهار و

(1) الصحيح كما في المصدر: منف بالنون ثم الفاء. قال ياقوت: منف بالفتح ثم السكون وفاء: اسم مدينة فرعون بمصر، أصلها بلغة قبط مافه فعربت فقيل " منف " قال عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم باسناده: أول من سكن مصر بعد أن أغرق الله تعالى قوم نوح بيصر بن حام بن نوح، فسكن " منف " وهي أول مدينة عمرت بعد الغرق هو وولده وهم ثلاثون نفسا فبذلك سميت " مافه " ومعنى مافه بلسان القبط ثلاثون ثم عربت فقيل " منف " وهي المرادة بقوله تعالى:
" ودخل المدينة على حين غفلة من أهلها " انتهى. وذكر أن بينها وبين الفسطاط ثلاثة فراسخ وبينها وبين عين شمس ستة فراسخ.
(١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 1 نقش خاتم موسى وهارون عليهما السلام وعلل تسميتهما و بعض أحوالهما، وفيه 20 حديثا. 1
3 باب 2 أحوال موسى عليه السلام من حين ولادته إلى نبوته، وفيه 21 حديثا. 13
4 باب 3 معنى قوله تعالى: (فاخلع نعليك) وقول موسى عليه السلام: (واحلل عقدة من لساني) وأنه لم سمي الجبل طور سيناء، وفيه خمسة أحاديث. 64
5 باب 4 بعثة موسى وهارون عليهما السلام على فرعون، وأحوال فرعون وأصحابه وغرقهم، وما نزل عليهم من العذاب قبل ذلك، وإيمان السحرة وأحوالهم، وفيه 61 حديثا 67
6 باب 5 أحوال مؤمن آل فرعون وامرأة فرعون، وفيه ستة أحاديث 157
7 باب 6 خروج موسى عليه السلام من الماء مع بني إسرائيل وأحوال التيه، وفيه 21 حديثا. 165
8 باب 7 نزول التوراة وسؤال الرؤية وعبادة العجل وما يتعلق بها، وفيه 51 حديثا. 195
9 باب 8 قصة قارون، وفيه خمسة أحاديث. 249
10 باب 9 قصة ذبح البقرة، وفيه سبعة أحاديث. 259
11 باب 10 قصص موسى وخضر عليهما السلام، وفيه 55 حديثا. 278
12 باب 11 ما ناجى به موسى عليه السلام ربه وما أوحي إليه من الحكم والمواعظ وما جرى بينه وبين إبليس لعنه الله وفيه 80 حديثا. 323
13 باب 12 وفاة موسى وهارون عليهما السلام وموضع قبرهما، وبعض أحوال يوشع بن نون عليه السلام، وفيه 22 حديثا. 363
14 باب 13 تمام قصة بلعم بن باعور، وفيه ثلاثة أحاديث. 377
15 باب 14 قصة حزقيل عليه السلام، وفيه تسعة أحاديث. 381
16 باب 15 قصص إسماعيل الذي سماه الله صادق الوعد وبيان أنه غير إسماعيل بن إبراهيم، وفيه سبعة أحاديث. 388
17 باب 16 قصة إلياس وإليا واليسع عليهم السلام، وفيه عشرة أحاديث. 392
18 باب 17 قصص ذي الكفل عليه السلام، وفيه حديثان. 404
19 باب 18 قصص لقمان وحكمه، وفيه 28 حديثا. 408
20 باب 19 قصص إشموئيل عليه السلام وتالوت وجالوت وتابوت السكينة، وفيه 22 حديثا. 435