بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٣ - الصفحة ١٨
الناس قائلون، (1) وقيل: بين العشائين، وقيل: كان يوم عيد لهم وقد اشتغلوا بلعبهم، و اختلفوا في سبب دخوله فقيل: إنه كان موسى حين كبر يركب في مواكب فرعون، فلما كان ذات يوم قيل له: إن فرعون قد ركب فركب في أثره، فلما كان وقت القائلة دخل المدينة ليقيل، وقيل: إن بني إسرائيل كانوا يجتمعون إلى موسى ويسمعون كلامه، و لما بلغ أشده خالف قوم فرعون فاشتهر ذلك منه، وأخافوه فكان لا يدخل مصرا إلا خائفا " فدخلها على حين غفلة " وقيل: إن فرعون أمر بإخراجه من البلد فلم يدخل إلا الآن " يقتتلان " أي يختصمان في الدين، وقيل: في أمر الدنيا " هذا من شيعته وهذا من عدوه " أي أحدهما إسرائيلي والآخر قبطي يسخر الإسرائيلي ليحمل حطبا إلى مطبخ فرعون، و قيل: كان أحدهما مسلما والآخر كافرا " فاستغاثه الذي من شيعته " استنصره لينصره عليه.
وروى أبو بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: ليهنئكم الاسم، قال: وما الاسم؟
قال: الشيعة، أما سمعت الله سبحانه يقول: " فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه فوكزه موسى " أي دفع في صدره بجمع كفه، وقيل: ضربه بعصاه " فقضى عليه " أي فقتله وفرغ من أمره.
" قال رب إني ظلمت نفسي " يعني في هذا القتل فإنهم لو علموا بذلك لقتلوني " رب بما أنعمت علي " أي بنعمتك علي من المغفرة وصرف بلاء الأعداء عني " فلن أكون ظهيرا للمجرمين " أي فلك علي أن لا أكون مظاهرا ومعينا للمشركين " فأصبح " موسى في اليوم الثاني " في المدينة خائفا " من قتل القبطي " يترقب " أي ينتظر الاخبار، يعني أنه خاف من فرعون وقومه أن يكونوا عرفوا أنه هو الذي قتل القبطي، وكان يتجسس وينتظر الاخبار في شأنه " فإذا الذي استنصره بالأمس يستصرخه " معناه أن الإسرائيلي الذي كان قد خلصه بالأمس ووكز القبطي من أجله يستصرخ ويستعين به على رجل آخر من القبط خاصمه، قال ابن عباس: لما فشا قتل القبطي قيل لفرعون: إن بني إسرائيل قتلوا رجلا منا، قال: أتعرفون قاتله ومن يشهد عليه؟ قالوا: لا، فأمرهم بطلبه فبينا هم يطوفون إذ مر موسى عليه السلام من الغد ورأي ذلك الإسرائيلي يطلب نصرته ويستغيث به

(1) أي نائمون في القائلة أي منتصف النهار.
(١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 1 نقش خاتم موسى وهارون عليهما السلام وعلل تسميتهما و بعض أحوالهما، وفيه 20 حديثا. 1
3 باب 2 أحوال موسى عليه السلام من حين ولادته إلى نبوته، وفيه 21 حديثا. 13
4 باب 3 معنى قوله تعالى: (فاخلع نعليك) وقول موسى عليه السلام: (واحلل عقدة من لساني) وأنه لم سمي الجبل طور سيناء، وفيه خمسة أحاديث. 64
5 باب 4 بعثة موسى وهارون عليهما السلام على فرعون، وأحوال فرعون وأصحابه وغرقهم، وما نزل عليهم من العذاب قبل ذلك، وإيمان السحرة وأحوالهم، وفيه 61 حديثا 67
6 باب 5 أحوال مؤمن آل فرعون وامرأة فرعون، وفيه ستة أحاديث 157
7 باب 6 خروج موسى عليه السلام من الماء مع بني إسرائيل وأحوال التيه، وفيه 21 حديثا. 165
8 باب 7 نزول التوراة وسؤال الرؤية وعبادة العجل وما يتعلق بها، وفيه 51 حديثا. 195
9 باب 8 قصة قارون، وفيه خمسة أحاديث. 249
10 باب 9 قصة ذبح البقرة، وفيه سبعة أحاديث. 259
11 باب 10 قصص موسى وخضر عليهما السلام، وفيه 55 حديثا. 278
12 باب 11 ما ناجى به موسى عليه السلام ربه وما أوحي إليه من الحكم والمواعظ وما جرى بينه وبين إبليس لعنه الله وفيه 80 حديثا. 323
13 باب 12 وفاة موسى وهارون عليهما السلام وموضع قبرهما، وبعض أحوال يوشع بن نون عليه السلام، وفيه 22 حديثا. 363
14 باب 13 تمام قصة بلعم بن باعور، وفيه ثلاثة أحاديث. 377
15 باب 14 قصة حزقيل عليه السلام، وفيه تسعة أحاديث. 381
16 باب 15 قصص إسماعيل الذي سماه الله صادق الوعد وبيان أنه غير إسماعيل بن إبراهيم، وفيه سبعة أحاديث. 388
17 باب 16 قصة إلياس وإليا واليسع عليهم السلام، وفيه عشرة أحاديث. 392
18 باب 17 قصص ذي الكفل عليه السلام، وفيه حديثان. 404
19 باب 18 قصص لقمان وحكمه، وفيه 28 حديثا. 408
20 باب 19 قصص إشموئيل عليه السلام وتالوت وجالوت وتابوت السكينة، وفيه 22 حديثا. 435