بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٣ - الصفحة ١٥
إسرائيل، فسأل علماء قومه فقالوا: يخرج من هذا البلد رجل يكون هلاك مصر على يده " ونريد أن نمن على الذين استضعفوا " أي أن فرعون كان يريد إهلاك - بني إسرائيل و نحن نريد أن نمن عليهم " ونجعلهم أئمة " أي قادة ورؤساء في الخير " ونجعلهم الوارثين " لديار فرعون وقومه وأموالهم " ونمكن لهم في الأرض " أي أرض مصر " منهم " أي من بني إسرائيل " ما كانوا يحذرون " من ذهاب الملك على يد رجل منهم، قال الضحاك: عاش فرعون (1) أربعمائة سنة وكان قصيرا دميما، (2) وهو أول من خضب بالسواد، وعاش موسى عليه السلام مائة وعشرين سنة. (3) " وأوحينا إلى أم موسى " أي ألهمناها وقذفناها في قلبها، وليس بوحي نبوة، وقيل: أتاها جبرئيل عليه السلام بذلك، وقال: كان الوحي رؤيا منام عبر عنها من تثق به من علماء بني إسرائيل " أن أرضعيه " ما لم تخافي عليه الطلب " فإذا خفت عليه " القتل " فألقيه في اليم " أي في البحر وهو النيل " ولا تخافي " عليه الضيعة " ولا تحزني " عن فراقه " إنا رادوه إليك " سالما عن قريب.
قال وهب: لما حملت بموسى أمه كتمت أمرها عن جميع الناس، ولم يطلع على حملها أحد من خلق الله، وذلك شئ ستره الله لما أراد أن يمن به على بني إسرائيل، فلما كانت السنة التي تولد فيها موسى بعث فرعون القوابل وتقدم إليهن أن يفتشن النساء تفتيشا لم يفتشنه قبل ذلك، وحملت أم موسى فلم ينتأ بطنها، (4) ولم يتغير لونها ولم

(1) قال البغدادي: هو الوليد بن مصعب بن أبي أهون بن الهلوات بن فاران بن عمرو بن عمليق بن يلمع، وهو فرعون موسى، قال: كان فرعون يوسف جد فرعون موسى واسمه برخوز. وقال الطبري:
كان فرعون مصر في أيامه قابوس بن مصعب بن معاوية صاحب يوسف الثاني فلما مات قام أخوه الوليد بن مصعب مكانه، وكان أعتى من قابوس وأكفر وأفجر انتهى. وذكره الثعلبي في العرائس ثم نسبه هكذا: أبو العباس الوليد بن مصعب بن الريان بن أراشة بن ثروان بن عمرو بن فاران ابن عملاق بن لاوذ بن سام بن نوح انتهى. وأما اليعقوبي فقال: فاختلف الرواة في نسبه فقالوا:
رجل من لخم، وقالوا من غيرها من قبائل اليمن، وقالوا من العمالقة، وقالوا من قبط مصر، يقال له ظلما.
(2) الدميم: الحقير والقبيح المنظر.
(3) تقدم في الخبر الثاني من الباب الأول أن عمره كان مائتين وأربعين سنة، وسيأتي بيان الخلاف في ذلك في باب وفاته عليه السلام.
(4) أي فلم يرتفع، وفى النسخة والمصدر: فلم ينب.
(١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 1 نقش خاتم موسى وهارون عليهما السلام وعلل تسميتهما و بعض أحوالهما، وفيه 20 حديثا. 1
3 باب 2 أحوال موسى عليه السلام من حين ولادته إلى نبوته، وفيه 21 حديثا. 13
4 باب 3 معنى قوله تعالى: (فاخلع نعليك) وقول موسى عليه السلام: (واحلل عقدة من لساني) وأنه لم سمي الجبل طور سيناء، وفيه خمسة أحاديث. 64
5 باب 4 بعثة موسى وهارون عليهما السلام على فرعون، وأحوال فرعون وأصحابه وغرقهم، وما نزل عليهم من العذاب قبل ذلك، وإيمان السحرة وأحوالهم، وفيه 61 حديثا 67
6 باب 5 أحوال مؤمن آل فرعون وامرأة فرعون، وفيه ستة أحاديث 157
7 باب 6 خروج موسى عليه السلام من الماء مع بني إسرائيل وأحوال التيه، وفيه 21 حديثا. 165
8 باب 7 نزول التوراة وسؤال الرؤية وعبادة العجل وما يتعلق بها، وفيه 51 حديثا. 195
9 باب 8 قصة قارون، وفيه خمسة أحاديث. 249
10 باب 9 قصة ذبح البقرة، وفيه سبعة أحاديث. 259
11 باب 10 قصص موسى وخضر عليهما السلام، وفيه 55 حديثا. 278
12 باب 11 ما ناجى به موسى عليه السلام ربه وما أوحي إليه من الحكم والمواعظ وما جرى بينه وبين إبليس لعنه الله وفيه 80 حديثا. 323
13 باب 12 وفاة موسى وهارون عليهما السلام وموضع قبرهما، وبعض أحوال يوشع بن نون عليه السلام، وفيه 22 حديثا. 363
14 باب 13 تمام قصة بلعم بن باعور، وفيه ثلاثة أحاديث. 377
15 باب 14 قصة حزقيل عليه السلام، وفيه تسعة أحاديث. 381
16 باب 15 قصص إسماعيل الذي سماه الله صادق الوعد وبيان أنه غير إسماعيل بن إبراهيم، وفيه سبعة أحاديث. 388
17 باب 16 قصة إلياس وإليا واليسع عليهم السلام، وفيه عشرة أحاديث. 392
18 باب 17 قصص ذي الكفل عليه السلام، وفيه حديثان. 404
19 باب 18 قصص لقمان وحكمه، وفيه 28 حديثا. 408
20 باب 19 قصص إشموئيل عليه السلام وتالوت وجالوت وتابوت السكينة، وفيه 22 حديثا. 435