بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٣ - الصفحة ٢٠١
" بكفرهم " أي بسبب كفرهم، وذلك لأنهم كانوا مجسمة أو حلولية ولم يروا جسما أعجب منه، فتمكن في قلوبهم ما سول لهم السامري " قل بئسما يأمركم به إيمانكم " (1) بالتوراة، والمخصوص بالذم محذوف نحو هذا الامر أو ما يعمه وغيره من قبائحهم المعدودة في الآيات الثلاث " إن كنتم مؤمنين " تقرير للقدح في دعواهم الايمان بالتوراة، وتقدير:
إن كنتم مؤمنين بها ما أمركم بهذه القبائح ورخص لكم فيها إيمانكم بها، أو إن كنتم مؤمنين بها فبئس ما أمركم إيمانكم بها، فإن المؤمن ينبغي أن لا يتعاطى إلا ما يقتضيه إيمانه، لكن الايمان بها لا يأمر به فإذن لستم بمؤمنين. (2) " ميثاق بني إسرائيل " قال الطبرسي: أي عهدهم المؤكد باليمين بإخلاص العبادة له والايمان برسله وما يأتون به من الشرائع " وبعثنا منهم اثني عشر نقيبا " أي أمرنا موسى بأن يبعث من الأسباط الاثني عشر اثني عشر رجلا كالطلائع يتجسسون ويأتون بني إسرائيل بأخبار أرض الشام وأهلها الجبارين، فاختار من كل سبط رجلا يكون لهم نقيبا، (3) أي أمينا كفيلا، فرجعوا ينهون قومهم عن قتالهم لما رأوا من شدة بأسهم و عظم خلقهم إلا رجلين: كالب بن يوفنا ويوشع بن نون، وقيل: معناه: أخذنا من كل سبط منهم ضمينا بما عقدنا عليهم الميثاق في أمر دينهم، أو رئيسا أو شهيدا على قومه، وقيل:
إنهم بعثوا أنبياء " وقال الله إني معكم " الخطاب للنقباء أو لبني إسرائيل، أي إني معكم بالنصر والحفظ، إن قاتلتموهم ووفيتم بعهدي وميثاقي " وعزرتموهم " أي نصرتموهم، وقيل: عظمتموهم وأطعتموهم " وأقرضتم الله " أي أنفقتم في سبيل الله نفقة حسنة " فمن كفر بعد ذلك " أي بعد بعث النقباء وأخذ الميثاق " فقد ضل سواء السبيل " أي أخطأ قصد الطريق الواضح وزال عن منهاج الحق. (4)

(1) قال السيد: هذه استعارة لان الايمان على الحقيقة لا يصح عليه النطق، والامر إنما يكون بالقول، فالمراد ان الايمان إنما يكون دلالة على ضد الكفر والضلال، وترغيبا في اتباع الهدى والرشاد، وانه لا يكون ترغيبا في سفاهة ولا دلالة على ضلالة، فأقام تعالى ذكر الامر ههنا مقام ذكر الترغيب والدلالة على طريق المجاز والاستعارة، إذ كان المرغب في الشئ والمدلول عليه قد يفعله كما يفعله المأمور به والمندوب إليه.
(2) أنوار التنزيل 1: 31.
(3) النقيب: شاهد القوم وضمينهم وعريفهم وسيدهم.
(4) مجمع البيان 3: 171.
(٢٠١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 1 نقش خاتم موسى وهارون عليهما السلام وعلل تسميتهما و بعض أحوالهما، وفيه 20 حديثا. 1
3 باب 2 أحوال موسى عليه السلام من حين ولادته إلى نبوته، وفيه 21 حديثا. 13
4 باب 3 معنى قوله تعالى: (فاخلع نعليك) وقول موسى عليه السلام: (واحلل عقدة من لساني) وأنه لم سمي الجبل طور سيناء، وفيه خمسة أحاديث. 64
5 باب 4 بعثة موسى وهارون عليهما السلام على فرعون، وأحوال فرعون وأصحابه وغرقهم، وما نزل عليهم من العذاب قبل ذلك، وإيمان السحرة وأحوالهم، وفيه 61 حديثا 67
6 باب 5 أحوال مؤمن آل فرعون وامرأة فرعون، وفيه ستة أحاديث 157
7 باب 6 خروج موسى عليه السلام من الماء مع بني إسرائيل وأحوال التيه، وفيه 21 حديثا. 165
8 باب 7 نزول التوراة وسؤال الرؤية وعبادة العجل وما يتعلق بها، وفيه 51 حديثا. 195
9 باب 8 قصة قارون، وفيه خمسة أحاديث. 249
10 باب 9 قصة ذبح البقرة، وفيه سبعة أحاديث. 259
11 باب 10 قصص موسى وخضر عليهما السلام، وفيه 55 حديثا. 278
12 باب 11 ما ناجى به موسى عليه السلام ربه وما أوحي إليه من الحكم والمواعظ وما جرى بينه وبين إبليس لعنه الله وفيه 80 حديثا. 323
13 باب 12 وفاة موسى وهارون عليهما السلام وموضع قبرهما، وبعض أحوال يوشع بن نون عليه السلام، وفيه 22 حديثا. 363
14 باب 13 تمام قصة بلعم بن باعور، وفيه ثلاثة أحاديث. 377
15 باب 14 قصة حزقيل عليه السلام، وفيه تسعة أحاديث. 381
16 باب 15 قصص إسماعيل الذي سماه الله صادق الوعد وبيان أنه غير إسماعيل بن إبراهيم، وفيه سبعة أحاديث. 388
17 باب 16 قصة إلياس وإليا واليسع عليهم السلام، وفيه عشرة أحاديث. 392
18 باب 17 قصص ذي الكفل عليه السلام، وفيه حديثان. 404
19 باب 18 قصص لقمان وحكمه، وفيه 28 حديثا. 408
20 باب 19 قصص إشموئيل عليه السلام وتالوت وجالوت وتابوت السكينة، وفيه 22 حديثا. 435