بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٣ - الصفحة ٢٠٢
" فيها هدى " أي بيان للحق ودلالة على الاحكام " ونور " أي ضياء لكل ما تشابه عليهم، وقيل: أي بيان أن أمر النبي صلى الله عليه وآله حق.
" يحكم بها النبيون الذين أسلموا " أي يحكم بالتوراة النبيون الذين أذعنوا لحكم الله وأقروا به " للذين هادوا " أي تابوا من الكفر، أو لليهود، واللام فيه متعلق بيحكم أي يحكمون بالتوراة لهم وفيما بينهم " والربانيون " أي يحكم بها الربانيون الذين علت درجاتهم في العلم، وقيل: الذين يعملون بما يعلمون " والأحبار " العلماء الكبار " بما استحفظوا " أي بما استودعوا من كتاب الله، أو بما أمروا بحفظ ذلك والقيام به وترك تضييعه " وكانوا عليه شهداء " أي رقباء لا يتركون أن يغير، أو يبينون ما يخفى منه. (1) " اخلفني " أي كن خليفتي " في قومي وأصلح " فيما بينهم، وأجر على طريقتك في الصلاح، أو أصلح فاسدهم " ولا تتبع سبيل المفسدين " أي لا تسلك طريقة العاصين، ولا تكن عونا للظالمين.
" قال رب أرني " اختلف في وجه هذا السؤال على أقوال نذكر منها وجهين:
أحدهما ما قاله الجمهور وهو الأقوى: إنه لم يسأل لنفسه وإنما سألها لقومه، حين قالوا: " لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة " ولذا قال عليه السلام: " أتهلكنا بما فعل السفهاء منا ".
وثانيهما: أنه لم يسأل الرؤية بالبصر، ولكن سأله أن يعلمه نفسه ضرورة بإظهار بعض أعلام الآخرة التي تضطره إلى المعرفة، ويستغني عن الاستدلال " قال لن تراني " أبدا " فإن استقر مكانه " علق رؤيته باستقرار الجبل الذي علمنا أنه لم يستقر من قبيل التعليق على المحال " وخر موسى صعقا " (2) أي سقط مغشيا عليه، وروي عن ابن عباس

(1) مجمع البيان 197 و 198.
(2) قال السيد الرضى رضوان الله تعالى عليه في قوله عز اسمه: " فلما تجلى ربه " هذه استعارة على أحد وجهي التأويل، وهو أن يكون المعنى: فلما حقق تعالى بمعرفته لحاضري الجبل بالآيات التي أحدثها في الجبل زالت عنهم في العلم بحقيقته عوارض الشبه وخوالج الريب، وكان معرفته سبحانه تجلت لهم من غطاء أو برزت لهم من حجاب، وأما التأويل الاخر وهو أن يقدر في الكلام *
(٢٠٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 1 نقش خاتم موسى وهارون عليهما السلام وعلل تسميتهما و بعض أحوالهما، وفيه 20 حديثا. 1
3 باب 2 أحوال موسى عليه السلام من حين ولادته إلى نبوته، وفيه 21 حديثا. 13
4 باب 3 معنى قوله تعالى: (فاخلع نعليك) وقول موسى عليه السلام: (واحلل عقدة من لساني) وأنه لم سمي الجبل طور سيناء، وفيه خمسة أحاديث. 64
5 باب 4 بعثة موسى وهارون عليهما السلام على فرعون، وأحوال فرعون وأصحابه وغرقهم، وما نزل عليهم من العذاب قبل ذلك، وإيمان السحرة وأحوالهم، وفيه 61 حديثا 67
6 باب 5 أحوال مؤمن آل فرعون وامرأة فرعون، وفيه ستة أحاديث 157
7 باب 6 خروج موسى عليه السلام من الماء مع بني إسرائيل وأحوال التيه، وفيه 21 حديثا. 165
8 باب 7 نزول التوراة وسؤال الرؤية وعبادة العجل وما يتعلق بها، وفيه 51 حديثا. 195
9 باب 8 قصة قارون، وفيه خمسة أحاديث. 249
10 باب 9 قصة ذبح البقرة، وفيه سبعة أحاديث. 259
11 باب 10 قصص موسى وخضر عليهما السلام، وفيه 55 حديثا. 278
12 باب 11 ما ناجى به موسى عليه السلام ربه وما أوحي إليه من الحكم والمواعظ وما جرى بينه وبين إبليس لعنه الله وفيه 80 حديثا. 323
13 باب 12 وفاة موسى وهارون عليهما السلام وموضع قبرهما، وبعض أحوال يوشع بن نون عليه السلام، وفيه 22 حديثا. 363
14 باب 13 تمام قصة بلعم بن باعور، وفيه ثلاثة أحاديث. 377
15 باب 14 قصة حزقيل عليه السلام، وفيه تسعة أحاديث. 381
16 باب 15 قصص إسماعيل الذي سماه الله صادق الوعد وبيان أنه غير إسماعيل بن إبراهيم، وفيه سبعة أحاديث. 388
17 باب 16 قصة إلياس وإليا واليسع عليهم السلام، وفيه عشرة أحاديث. 392
18 باب 17 قصص ذي الكفل عليه السلام، وفيه حديثان. 404
19 باب 18 قصص لقمان وحكمه، وفيه 28 حديثا. 408
20 باب 19 قصص إشموئيل عليه السلام وتالوت وجالوت وتابوت السكينة، وفيه 22 حديثا. 435