بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٣ - الصفحة ١٩١
واختلفوا فيه: فقال ابن عباس وأكثر الناس: هو طائر يشبه السماني، وقال أبو العالية ومقاتل: هي طير حمر بعث الله سبحانه سحابة فمطرت السماني عليهم في عرض ميل (1) وقدر طول رمح في السماء بعضها على بعض وكانت السماء تمطر عليهم ذلك، وقيل: كانت طيرا مثل فراخ الحمام طيبا وسمنا قد تمعط (2) ريشها وزغبها فكانت الريح تأتي بها إليهم فيصبحون وهو في معسكرهم، وقيل: إنها طير كانت تأتيهم فتسترسل لهم فيأخذونها بأيديهم، وقال عكرمة: هي طير تكون بالهند أكبر من العصفور، وقيل: (3) هو العسل بلغة كنانة، فكان الله تعالى يرسل عليهم المن والسلوى فيأخذ كل واحد منهما (4) ما يكفيه يوما وليلة، فإذا كان يوم الجمعة أخذ ما يكفيه يومين، لأنه لم يكن ينزل عليهم يوم السبت، فذلك قوله تعالى: " وأنزلنا عليكم المن والسلوى كلوا " أي وقلنا لهم: كلوا " من طيبات " حلالات " ما رزقناكم " ولا تدخروا لغد، فخبوا لغد وتدود وفسد ما ادخروا وقطع الله عنهم ذلك، قال الله تعالى: " وما ظلمونا " أي ما يضرونا بالمعصية ومخالفة الامر " ولكن كانوا أنفسهم يظلمون " يضرون باستيجابهم قطع مادة الرزق الذي كان ينزل عليهم بلا مؤونة ولا مشقة في الدنيا، ولا حساب ولا تبعة في العقبى.
ومنها أنهم عطشوا في التيه فقالوا: يا موسى من أين لنا الشراب؟ فاستسقى لهم موسى عليه السلام فأوحى الله سبحانه إليه: " أن اضرب بعصاك الحجر " واختلف العلماء فيه فقال وهب: كان موسى عليه السلام يقرع لهم أقرب حجر من عرض الحجارة فتنفجر عيونا، لكل سبط عين، وكانوا اثني عشر سبطا، ثم تسيل كل عين في جدول إلى سبط، فقالوا: إن فقد موسى عصاه متنا عطشا، فأوحى الله عز وجل إلى موسى: لا تقرعن الحجارة بالعصا ولكن كلمها تطعك لعلهم يعتبرون، وكان يفعل ذلك، فقالوا: كيف بنا لو أفضينا إلى الوحل وإلى الأرض التي ليست فيها حجارة؟ فأمر موسى فحمل معه حجرا فحيث ما نزلوا ألقاه.

(1) هكذا في النسخ وفيه تصحيف، والصواب ما في المصدر وهو هكذا: هو طير أحمر بعثه الله عليهم فأمر به السماء في عرض ميل.
(2) أي تساقط. والزغب: أول ما يبدو من الريش أو الشعر.
(3) في المصدر: وقال المؤرخ، وهو وهم والصحيح " مؤرج " بالجيم، وهو عمرو بن الحارث أبو فيد السدوسي، سمى بذلك لتأريجه الحرب بين بكر وتغلب.
(4) في المصدر: وكان أحدهم يأخذ ما يكفيه يومه وليلته.
(١٩١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 1 نقش خاتم موسى وهارون عليهما السلام وعلل تسميتهما و بعض أحوالهما، وفيه 20 حديثا. 1
3 باب 2 أحوال موسى عليه السلام من حين ولادته إلى نبوته، وفيه 21 حديثا. 13
4 باب 3 معنى قوله تعالى: (فاخلع نعليك) وقول موسى عليه السلام: (واحلل عقدة من لساني) وأنه لم سمي الجبل طور سيناء، وفيه خمسة أحاديث. 64
5 باب 4 بعثة موسى وهارون عليهما السلام على فرعون، وأحوال فرعون وأصحابه وغرقهم، وما نزل عليهم من العذاب قبل ذلك، وإيمان السحرة وأحوالهم، وفيه 61 حديثا 67
6 باب 5 أحوال مؤمن آل فرعون وامرأة فرعون، وفيه ستة أحاديث 157
7 باب 6 خروج موسى عليه السلام من الماء مع بني إسرائيل وأحوال التيه، وفيه 21 حديثا. 165
8 باب 7 نزول التوراة وسؤال الرؤية وعبادة العجل وما يتعلق بها، وفيه 51 حديثا. 195
9 باب 8 قصة قارون، وفيه خمسة أحاديث. 249
10 باب 9 قصة ذبح البقرة، وفيه سبعة أحاديث. 259
11 باب 10 قصص موسى وخضر عليهما السلام، وفيه 55 حديثا. 278
12 باب 11 ما ناجى به موسى عليه السلام ربه وما أوحي إليه من الحكم والمواعظ وما جرى بينه وبين إبليس لعنه الله وفيه 80 حديثا. 323
13 باب 12 وفاة موسى وهارون عليهما السلام وموضع قبرهما، وبعض أحوال يوشع بن نون عليه السلام، وفيه 22 حديثا. 363
14 باب 13 تمام قصة بلعم بن باعور، وفيه ثلاثة أحاديث. 377
15 باب 14 قصة حزقيل عليه السلام، وفيه تسعة أحاديث. 381
16 باب 15 قصص إسماعيل الذي سماه الله صادق الوعد وبيان أنه غير إسماعيل بن إبراهيم، وفيه سبعة أحاديث. 388
17 باب 16 قصة إلياس وإليا واليسع عليهم السلام، وفيه عشرة أحاديث. 392
18 باب 17 قصص ذي الكفل عليه السلام، وفيه حديثان. 404
19 باب 18 قصص لقمان وحكمه، وفيه 28 حديثا. 408
20 باب 19 قصص إشموئيل عليه السلام وتالوت وجالوت وتابوت السكينة، وفيه 22 حديثا. 435