بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٣ - الصفحة ١٠٤
" وأن لا تعلوا " أي لا تتجبروا " أن ترجمون " أي من أن ترموني بالحجارة، وقيل: أراد به الشتم كقولهم: ساحر كذاب " وإن لم تؤمنوا لي فاعتزلون " أي إن لم تصدقوني فاتركوني لا معي ولا علي، وقيل: معناه: فاعتزلوا أذاي " فأسر " أي فقال الله مجيبا له: أسر " إنكم متبعون " أي سيتبعكم فرعون بجنوده " رهوا " أي ساكنا على ما هو به إذا قطعته وعبرته ليغرق فرعون، وقيل: " رهوا " أي منفتحا منكشفا حتى يطمع فرعون في دخوله، وقيل أي كما هو طريقا يابسا " مغرقون " سيغرقهم الله " ونعمة " أي تنعم وسعة في العيش " كانوا فيها فاكهين " أي بها ناعمين متمتعين (1) " كذلك " قال الطبرسي: أي كذلك أفعل بمن عصاني " وأورثناها قوما آخرين " أي بني إسرائيل " فما بكت عليهم السماء والأرض (2) " أي لم يبك عليهم أهل السماء والأرض، أو المراد به المبالغة في وصف القوم بصغر القدر، فإن العرب إذا أخبرت عن عظيم المصاب بالهالك قالت: بكاه السماء والأرض، أو كناية عن أنه لم يكن لهم في الأرض عمل صالح يرفع منها إلى السماء.
وقد روي عن ابن عباس أنه سئل عن هذه الآية فقيل: وهل يبكيان على أحد؟
قال: نعم مصلاه في الأرض، ومصعد عمله في السماء.
وروى زرارة بن أعين عن أبي عبد الله عليه السلام قال: بكت السماء على يحيى بن زكريا

(1) مجمع البيان 9: 63 - 64. م (2) قال السيد الرضى قدس الله روحه: في معناها أقوال: أحدها البكاء بمعنى الحزن، فكأنه قال: فلم تحزن عليهم السماء والأرض بعد هلاكهم وانقطاع آثارهم، والتعبير عن الحزن بالبكاء لان البكاء يصدر عن الحزن في أكثر الأحوال، ومن عادة العرب أن يصفوا الدار إذا ظعن عنها سكانها وفارقها قطانها بأنها باكية عليهم ومتوجعة لهم على طريق معنى المجاز بمعنى ظهور علامات الخشوع والوحشة عليها وانقطاع أسباب النعمة والانسة منها.
ثانيها أن يكون المعنى: لو كانت السماوات والأرض من الجنس الذي يصح منه البكاء لم تبكيا عليهم إذ كان الله عليهم ساخطا.
ثالثها قيل: معنى ذلك: ما بكى عليهم من السماوات والأرض ما يبكى على المؤمن عند وفاته من مواضع صلواته ومصاعد اعماله على ما ورد به الخبر. ووجه آخر أن يراد أهل السماء والأرض.
رابعها: أن يكون المعنى: لم ينتصر أحد لهم ولم يطلب طالب بثأرهم.
(١٠٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 1 نقش خاتم موسى وهارون عليهما السلام وعلل تسميتهما و بعض أحوالهما، وفيه 20 حديثا. 1
3 باب 2 أحوال موسى عليه السلام من حين ولادته إلى نبوته، وفيه 21 حديثا. 13
4 باب 3 معنى قوله تعالى: (فاخلع نعليك) وقول موسى عليه السلام: (واحلل عقدة من لساني) وأنه لم سمي الجبل طور سيناء، وفيه خمسة أحاديث. 64
5 باب 4 بعثة موسى وهارون عليهما السلام على فرعون، وأحوال فرعون وأصحابه وغرقهم، وما نزل عليهم من العذاب قبل ذلك، وإيمان السحرة وأحوالهم، وفيه 61 حديثا 67
6 باب 5 أحوال مؤمن آل فرعون وامرأة فرعون، وفيه ستة أحاديث 157
7 باب 6 خروج موسى عليه السلام من الماء مع بني إسرائيل وأحوال التيه، وفيه 21 حديثا. 165
8 باب 7 نزول التوراة وسؤال الرؤية وعبادة العجل وما يتعلق بها، وفيه 51 حديثا. 195
9 باب 8 قصة قارون، وفيه خمسة أحاديث. 249
10 باب 9 قصة ذبح البقرة، وفيه سبعة أحاديث. 259
11 باب 10 قصص موسى وخضر عليهما السلام، وفيه 55 حديثا. 278
12 باب 11 ما ناجى به موسى عليه السلام ربه وما أوحي إليه من الحكم والمواعظ وما جرى بينه وبين إبليس لعنه الله وفيه 80 حديثا. 323
13 باب 12 وفاة موسى وهارون عليهما السلام وموضع قبرهما، وبعض أحوال يوشع بن نون عليه السلام، وفيه 22 حديثا. 363
14 باب 13 تمام قصة بلعم بن باعور، وفيه ثلاثة أحاديث. 377
15 باب 14 قصة حزقيل عليه السلام، وفيه تسعة أحاديث. 381
16 باب 15 قصص إسماعيل الذي سماه الله صادق الوعد وبيان أنه غير إسماعيل بن إبراهيم، وفيه سبعة أحاديث. 388
17 باب 16 قصة إلياس وإليا واليسع عليهم السلام، وفيه عشرة أحاديث. 392
18 باب 17 قصص ذي الكفل عليه السلام، وفيه حديثان. 404
19 باب 18 قصص لقمان وحكمه، وفيه 28 حديثا. 408
20 باب 19 قصص إشموئيل عليه السلام وتالوت وجالوت وتابوت السكينة، وفيه 22 حديثا. 435