بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٣ - الصفحة ١٠٣
فكانت عذابا لهم ومعجزات لموسى " وقالوا يا أيها الساحر " يعنون بذلك: يا أيها العالم، وكان الساحر عندهم عظيما يعظمونه ولم يكن صفة ذم، وقيل: إنما قالوا استهزاء به، وقيل: معناه: يا أيها الذي غلبنا بسحره، يقال: ساحرته فسحرته أي غلبته بالسحر " إنا لمهتدون " أي راجعون إلى ما تدعونا إليه متى كشف عنا العذاب " تجري من تحتي " أي من تحت أمري، وقيل: إنها كانت تجري تحت قصره وهو مشرف عليها " أفلا تبصرون " هذا الملك العظيم وقوتي وضعف موسى " مهين " أي ضعيف حقير يعني به موسى، قال سيبويه والخليل: عطف أنا بأم على قوله: " أفلا تبصرون " لان معنى أم أنا خير أم تبصرون، (1) لأنهم إذا قالوا: أنت خير منه فقد صاروا بصراء عنده " ولا يكاد يبين " أي ولا يكاد يفصح بكلامه وحججه للعقدة التي في لسانه.
وقال الحسن: كانت العقدة زالت عن لسانه حين أرسله الله كما قال: " واحلل عقدة " وقال تعالى: " قد أوتيت سؤلك " وإنما عيره بما كان في لسانه قبل، وقيل: كان في لسانه لثغة (2) فرفعه الله تعالى وبقي فيه ثقل " فلو لا القي عليه أسورة من ذهب " كانوا إذا سودوا رجلا سوروه بسوار من ذهب، وطوقوه بطوق من ذهب " مقترنين " أي متتابعين يعينونه على أمره الذي بعث له، ويشهدون له بصدقه، وقيل: متعاضدين متناصرين " فاستخف قومه " أي استخف عقولهم فأطاعوه فيما دعاهم إليه لأنه احتج عليهم بما ليس بدليل، وهو قوله: " أليس لي ملك مصر " وأمثاله " فلما آسفونا " أي أغضبونا، وغضب الله على العصاة إرادة عقابهم، وقيل: أي آسفوا رسلنا انتقمنا لأوليائنا منهم " فجعلناهم سلفا " أي متقدمين إلى النار " ومثلا " أي عبرة وموعظة " للآخرين " أي لمن جاء بعدهم يتعظون بهم. (3) " ولقد فتنا " أي اختبرنا وشددنا عليهم التكليف " رسول كريم " أي كريم الافعال و الأخلاق، أو عند الله، أو شريف في قومه " أن أدوا إلي عباد الله " أي أطلقوا بني إسرائيل

(1) في المصدر: لان معنى أم انا خير معنى أم تبصرون، فكأنه قال: أفلا تبصرون أم تبصرون؟
(2) اللثغة: النطق بالسين كالثاء، أو بالراء كالغين، أو كاللام أو كالياء إلى غير ذلك.
(3) مجمع البيان 9: 50 - 52. م
(١٠٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 1 نقش خاتم موسى وهارون عليهما السلام وعلل تسميتهما و بعض أحوالهما، وفيه 20 حديثا. 1
3 باب 2 أحوال موسى عليه السلام من حين ولادته إلى نبوته، وفيه 21 حديثا. 13
4 باب 3 معنى قوله تعالى: (فاخلع نعليك) وقول موسى عليه السلام: (واحلل عقدة من لساني) وأنه لم سمي الجبل طور سيناء، وفيه خمسة أحاديث. 64
5 باب 4 بعثة موسى وهارون عليهما السلام على فرعون، وأحوال فرعون وأصحابه وغرقهم، وما نزل عليهم من العذاب قبل ذلك، وإيمان السحرة وأحوالهم، وفيه 61 حديثا 67
6 باب 5 أحوال مؤمن آل فرعون وامرأة فرعون، وفيه ستة أحاديث 157
7 باب 6 خروج موسى عليه السلام من الماء مع بني إسرائيل وأحوال التيه، وفيه 21 حديثا. 165
8 باب 7 نزول التوراة وسؤال الرؤية وعبادة العجل وما يتعلق بها، وفيه 51 حديثا. 195
9 باب 8 قصة قارون، وفيه خمسة أحاديث. 249
10 باب 9 قصة ذبح البقرة، وفيه سبعة أحاديث. 259
11 باب 10 قصص موسى وخضر عليهما السلام، وفيه 55 حديثا. 278
12 باب 11 ما ناجى به موسى عليه السلام ربه وما أوحي إليه من الحكم والمواعظ وما جرى بينه وبين إبليس لعنه الله وفيه 80 حديثا. 323
13 باب 12 وفاة موسى وهارون عليهما السلام وموضع قبرهما، وبعض أحوال يوشع بن نون عليه السلام، وفيه 22 حديثا. 363
14 باب 13 تمام قصة بلعم بن باعور، وفيه ثلاثة أحاديث. 377
15 باب 14 قصة حزقيل عليه السلام، وفيه تسعة أحاديث. 381
16 باب 15 قصص إسماعيل الذي سماه الله صادق الوعد وبيان أنه غير إسماعيل بن إبراهيم، وفيه سبعة أحاديث. 388
17 باب 16 قصة إلياس وإليا واليسع عليهم السلام، وفيه عشرة أحاديث. 392
18 باب 17 قصص ذي الكفل عليه السلام، وفيه حديثان. 404
19 باب 18 قصص لقمان وحكمه، وفيه 28 حديثا. 408
20 باب 19 قصص إشموئيل عليه السلام وتالوت وجالوت وتابوت السكينة، وفيه 22 حديثا. 435