بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٧ - الصفحة ١٨
وفي قول: " يفصل بينهم " أي يبين المحق من المبطل بما يضطر إلى العلم بصحة الصحيح فيبيض وجه المحق ويسود وجه المبطل. وفي قوله: " في مرية منه " أي في شك من القرآن. وفي قوله: " عذاب يوم عقيم " قيل. إنه عذاب يوم بدر وسماه عقيما لأنه لا مثل له في عظم أمره لقتال الملائكة فيه، أو لأنه لم يكن للكفار فيه خير فهو كالريح العقيم التي لا تأتي بخير، وقيل: المراد به يوم القيامة، والمعنى: حتى تأتيهم علامات الساعة أو عذاب يوم القيامة، وسماه عقيما لأنه لا ليلة له، وفي قوله تعالى: " إن هذا إلا أساطير الأولين " أي وما هذا إلا أكاذيب الأولين، فقد سطروا مالا حقيقة له.
ثم احتج تعالى على هؤلاء المنكرين للبعث بأنه مع إقراركم أنه تعالى خالق السماوات والأرض وما فيهما وأن بيده ملكوت كل شئ لا يتجه منكم إنكار البعث استبعادا له مع كونه أهون وأيسر مما ذكر، وفي قوله تعالى: " زينا لهم أعمالهم " أي أعمالهم التي أمرناهم بها فهم يتحيرون بالذهاب عنها، أو بأن خلقنا فيهم شهوة القبيح ليجتنبوا المشتهى " فهم يعمهون " عن هذا المعنى، أو حرمناهم التوفيق عقوبة لهم على كفرهم، وزينت أعمالهم في أعينهم.
وفي قوله تعالى: " وما يشعرون أيان يبعثون " أي متى يحشرون يوم القيامة، " بل ادارك علمهم في الآخرة " أي تتابع منهم العلم وتلاحق حتى كمل علمهم في الآخرة بما أخبروا به في الدنيا فهو على لفظ الماضي والمراد به الاستقبال، وقيل: إن هذا على وجه الاستفهام فحذف الألف، والمراد به النفي أي لم يبلغ علمهم بالآخرة، وقيل: أي أدرك هذا العلم جميع العقلاء لو نظروا وتفكروا لان العقل يقتضي أن الاهمال قبيح فلابد من تكليف، والتكليف يقتضي الجزاء، وإذا لم يكن ذلك في الدنيا فلا بد من دار الجزاء، وقيل: إن الآية إخبار عن ثلاث طوائف: طائفة أقرت بالبعث، وطائفة شكت فيه، وطائفة نفته، كما قال: " بل هم في أمر مريج " وقوله: " بل هم منها عمون " أي عن معرفتها، وهو جمع عمى وهو الأعمى القلب لتركه التدبر والنظر.
وفي قوله تعالى: " من كان يرجو لقاء الله " أي من كان يأمل لقاء ثواب الله، أو من يخاف عقاب الله " فإن أجل الله لآت " أي الوقت الذي وقته الله للثواب والعقاب جاء
(١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 * بقية أبواب المعاد وما يتبعه ويتعلق به * باب 3 إثبات الحشر وكيفيته وكفر من أنكره، وفيه 31 حديثا. 1
3 باب 4 أسماء القيامة واليوم الذي تقوم فيه، وأنه لا يعلم وقتها إلا الله، وفيه 15 حديثا. 54
4 باب 5 صفحة المحشر، وفيه 63 حديثا. 62
5 باب 6 مواقف القيامة وزمان مكث الناس فيها، وأنه يؤتى بجهنم فيها، وفيه 11 حديثا. 121
6 باب 7 ذكر كثرة أمة محمد صلى الله عليه وآله في القيامة، وعدد صفوف الناس فيها، وحملة العرش فيها، وفيها ستة أحاديث. 130
7 باب 8 أحوال المتقين والمجرمين في القيامة، وفيه 147 حديثا. 131
8 باب ثامن آخر في ذكر الركبان يوم القيامة، وفيه تسعة أحاديث. 230
9 باب 9 أنه يدعى الناس بأسماء أمهاتهم إلا الشيعة، وأن كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا نسب رسول الله صلى الله عليه وآله وصهره، وفيه 12 حديثا. 237
10 باب 10 الميزان، وفيه عشرة أحاديث. 242
11 باب 11 محاسبة العباد وحكمه تعالى في مظالمهم وما يسألهم عنه، وفيه حشر الوحوش، فيه 51 حديثا. 253
12 باب 12 السؤال عن الرسل والأمم، وفيه تسعة أحاديث. 277
13 باب 13 ما يحتج الله به على العباد يوم القيامة، وفيه ثلاثة أحاديث. 285
14 باب 14 ما يظهر من رحمته تعالى في القيامة، وفيه تسعة أحاديث. 286
15 باب 15 الخصال التي توجب التخلص من شدائد القيامة وأهوالها، وفيه 79 حديثا. 290
16 باب 16 تطاير الكتب وإنطاق الجوارح، وسائر الشهداء في القيامة، وفيه 22 حديثا 306
17 باب 17 الوسيلة وما يظهر من منزلة النبي صلى الله عليه وآله وأهل بيته عليهم السلام، وفيه 35 حديثا. 326