بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٧ - الصفحة ١٦٧
الكذب وغير الكذب " ويحسبون أنهم على شئ " في ذلك الموضع الذي يحلفون فيه بالكذب " ألا إنهم هم الكاذبون " في أيمانهم وأقوالهم في الدنيا، وقيل: معناه: أولئك الخائبون، كما يقال: كذب ظنه أي خاب أمله.
وفي قوله سبحانه: " فلما رأوه زلفة ": أي فلما رأوا العذاب قريبا يعني يوم بدر، وقيل: معاينة، وقيل: إن اللفظ ماض والمراد به المستقبل، والمعنى: إذا بعثوا ورأوا القيامة قد قامت ورأوا ما أعد الله لهم من العذاب، وهذا قول أكثر المفسرين " سيئت وجوه الذين كفروا " أي اسودت وجوههم وعليها الكآبة يعني قبحت وجوههم بالسواد، وقيل: معناه: ظهر على وجوههم آثار الغم والحسرة ونالهم السوء والخزي " وقيل " لهؤلاء الكفار إذا شاهدوا العذاب: " هذا الذي كنتم به تدعون " قال الفراء: (1) تدعون وتدعون واحد، مثل تدخرون وتذخرون، والمعنى: كنتم به تستعجلون و تدعون الله بتعجيله، وهو قولهم: " إن كان هذا هو الحق من عندك " الآية، وقيل:
هو من الدعوى أي تدعون أن لا جنة ولا نار، وروى الحاكم أبو القاسم الحسكاني بالأسانيد الصحيحة عن شريك، عن الأعمش قال: لما رأوا ما لعلي بن أبي طالب عليه السلام من الزلفى سيئت وجوه الذين كفروا. وعن أبي جعفر عليه السلام قال: فلما رأوا مكان علي عليه السلام من النبي صلى الله عليه وآله سيئت وجوه الذين كفروا يعني الذين كذبوا بفضله.
وفي قوله تعالى: " وجوه يومئذ ناضرة ": أي ناعمة بهجة حسنة، وقيل: مسرورة، وقيل: مضيئة بيض يعلوها النور، جعل الله سبحانه وجوه المؤمنين المستحقين للثواب بهذه الصفة علامة للخلق والملائكة على أنهم الفائزون " إلى ربها ناظرة " اختلف فيه على وجهين: أحدهما أن معناه نظر العين، والثاني أنه الانتظار، فعلى الأول المراد: إلى ثواب ربها ناظرة أي هي ناظرة إلى نعيم الجنة حالا بعد حال فيزداد بذلك سرورها،

(1) بفتح الفاء وتشديد الراء، قيل له الفراء لأنه يفرى الكلام، هو أبو زكريا يحيى بن زياد بن عبد الله الفراء الكوفي اللغوي، سكن بغداد وحدث بكتبه، حدث عن قيس بن الربيع ومندل ابن علي والكسائي وغيرهم، روى عنه سلمة بن عاصم ومحمد بن الجهم السمري وغيرهما، وكان ثقة إماما، وكان هو ومحمد بن الحسن الشيباني ابني خاله، مات سنة 209 عن 63 سنة. قاله ابن الأثير في اللباب ج 2 ص 198، وقال ابن حجر مات سنة 207.
(١٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 * بقية أبواب المعاد وما يتبعه ويتعلق به * باب 3 إثبات الحشر وكيفيته وكفر من أنكره، وفيه 31 حديثا. 1
3 باب 4 أسماء القيامة واليوم الذي تقوم فيه، وأنه لا يعلم وقتها إلا الله، وفيه 15 حديثا. 54
4 باب 5 صفحة المحشر، وفيه 63 حديثا. 62
5 باب 6 مواقف القيامة وزمان مكث الناس فيها، وأنه يؤتى بجهنم فيها، وفيه 11 حديثا. 121
6 باب 7 ذكر كثرة أمة محمد صلى الله عليه وآله في القيامة، وعدد صفوف الناس فيها، وحملة العرش فيها، وفيها ستة أحاديث. 130
7 باب 8 أحوال المتقين والمجرمين في القيامة، وفيه 147 حديثا. 131
8 باب ثامن آخر في ذكر الركبان يوم القيامة، وفيه تسعة أحاديث. 230
9 باب 9 أنه يدعى الناس بأسماء أمهاتهم إلا الشيعة، وأن كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا نسب رسول الله صلى الله عليه وآله وصهره، وفيه 12 حديثا. 237
10 باب 10 الميزان، وفيه عشرة أحاديث. 242
11 باب 11 محاسبة العباد وحكمه تعالى في مظالمهم وما يسألهم عنه، وفيه حشر الوحوش، فيه 51 حديثا. 253
12 باب 12 السؤال عن الرسل والأمم، وفيه تسعة أحاديث. 277
13 باب 13 ما يحتج الله به على العباد يوم القيامة، وفيه ثلاثة أحاديث. 285
14 باب 14 ما يظهر من رحمته تعالى في القيامة، وفيه تسعة أحاديث. 286
15 باب 15 الخصال التي توجب التخلص من شدائد القيامة وأهوالها، وفيه 79 حديثا. 290
16 باب 16 تطاير الكتب وإنطاق الجوارح، وسائر الشهداء في القيامة، وفيه 22 حديثا 306
17 باب 17 الوسيلة وما يظهر من منزلة النبي صلى الله عليه وآله وأهل بيته عليهم السلام، وفيه 35 حديثا. 326