بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٧ - الصفحة ١٦٢
وفي قوله سبحانه: " ويوم يقوم الاشهاد ": جمع شاهد وهم الذين يشهدون بالحق للمؤمنين وعلى المبطلين والكافرين يوم القيامة، وفي ذلك سرور للمحق وفضيحة للمبطل في ذلك الجمع العظيم، وقيل: هم الملائكة والأنبياء والمؤمنون، وقيل: هم الحفظة من الملائكة يشهدون للرسل بالتبليغ، وعلى الكفار بالتكذيب، وقيل: هم الأنبياء وحدهم يشهدون للناس وعليهم.
وفي قوله سبحانه: " قالوا آذناك ما منا من شهيد ": أي يقولون: أعلمناك ما منا شاهد بأن لك شريكا، يتبرؤون من أن يكون مع الله شريك " وظنوا " أي أيقنوا " مالهم من محيص " إي من مهرب وملجأ.
وفي قوله عز وجل: " ويقولون هل إلى مرد " أي رجوع ورد إلى الدنيا " من سبيل " تمنيا منهم لذلك " وتريهم يعرضون عليها " أي على النار قبل دخولهم " خاشعين من الذل " أي ساكنين متواضعين في حال العرض " ينظرون من طرف خفي " أي خفي النظر لما عليهم من الهوان يسارقون النظر إلى النار خوفا منها وذلة في نفوسهم، وقيل: خفي ذليل، عن ابن عباس ومجاهد، وقيل: من عين لا تفتح كلها، وإنما نظروا ببعضها إلى النار " وقال الذين آمنوا " لما رأوا عظيم ما نزل بالظالمين " إن الخاسرين " في الحقيقة " هم الذين خسروا أنفسهم " بأن فوتوها الانتفاع بنعيم الجنة " وأهليهم " أي وأولادهم وأزواجهم وأقاربهم لا ينتفعون بهم يوم القيامة لما حيل بينهم وبينهم، وقيل: وأهليهم من الحور العين في الجنة لو آمنوا " ألا إن الظالمين في عذاب مقيم " هذا من قول الله تعالى، والمقيم: الدائم الذي لا زوال له " وما كان لهم من أولياء " أي أنصار " ينصرونهم من دون الله " ويدفعون عنهم عقابه " ومن يضلل الله فماله من سبيل " يوصله إلى الجنة " استجيبوا لربكم " أي أجيبوا داعيه يعني محمدا صلى الله عليه وآله " من قبل أن يأتي يوم مرد له من الله " أي لا رجوع بعده إلى الدنيا، أو لا يقدر أحد على رده ودفعه وهو يوم القيامة، أو لا يرد ولا يؤخر عن وقته وهو يوم الموت " مالكم من ملجأ يومئذ " أي معقل يعصمكم من العذاب " ومالكم من نكير " أي إنكار وتغيير للعذاب، وقيل: من نصير منكر لما يحل بكم.
(١٦٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 * بقية أبواب المعاد وما يتبعه ويتعلق به * باب 3 إثبات الحشر وكيفيته وكفر من أنكره، وفيه 31 حديثا. 1
3 باب 4 أسماء القيامة واليوم الذي تقوم فيه، وأنه لا يعلم وقتها إلا الله، وفيه 15 حديثا. 54
4 باب 5 صفحة المحشر، وفيه 63 حديثا. 62
5 باب 6 مواقف القيامة وزمان مكث الناس فيها، وأنه يؤتى بجهنم فيها، وفيه 11 حديثا. 121
6 باب 7 ذكر كثرة أمة محمد صلى الله عليه وآله في القيامة، وعدد صفوف الناس فيها، وحملة العرش فيها، وفيها ستة أحاديث. 130
7 باب 8 أحوال المتقين والمجرمين في القيامة، وفيه 147 حديثا. 131
8 باب ثامن آخر في ذكر الركبان يوم القيامة، وفيه تسعة أحاديث. 230
9 باب 9 أنه يدعى الناس بأسماء أمهاتهم إلا الشيعة، وأن كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا نسب رسول الله صلى الله عليه وآله وصهره، وفيه 12 حديثا. 237
10 باب 10 الميزان، وفيه عشرة أحاديث. 242
11 باب 11 محاسبة العباد وحكمه تعالى في مظالمهم وما يسألهم عنه، وفيه حشر الوحوش، فيه 51 حديثا. 253
12 باب 12 السؤال عن الرسل والأمم، وفيه تسعة أحاديث. 277
13 باب 13 ما يحتج الله به على العباد يوم القيامة، وفيه ثلاثة أحاديث. 285
14 باب 14 ما يظهر من رحمته تعالى في القيامة، وفيه تسعة أحاديث. 286
15 باب 15 الخصال التي توجب التخلص من شدائد القيامة وأهوالها، وفيه 79 حديثا. 290
16 باب 16 تطاير الكتب وإنطاق الجوارح، وسائر الشهداء في القيامة، وفيه 22 حديثا 306
17 باب 17 الوسيلة وما يظهر من منزلة النبي صلى الله عليه وآله وأهل بيته عليهم السلام، وفيه 35 حديثا. 326