بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٧ - الصفحة ١٦١
قبل مجيئهم وهي ثمانية " وقال لهم خزنتها " عند استقبالهم " سلام عليكم " سلامة من الله عليكم، يحيونهم بالسلامة ليزدادوا بذلك سرورا، وقيل: هو دعاء لهم بالسلامة والخلود أي سلمتم من الآفات " طبتم " أي بالعمل الصالح في الدنيا وطابت أعمالكم الصالحة وزكت، وقيل: معناه: طابت أنفسكم بدخول الجنة، وقيل: إنهم طيبوا قبل دخول الجنة بالمغفرة، واقتص لبعضهم من بعض، فلما هذبوا وطيبوا قال لهم الخزنة، طبتم، وقيل: أي طاب لكم المقام، وقيل: إنهم إذا قربوا من الجنة يردون على عين من الماء فيغتسلون بها ويشربون منها فيطهر الله أجوافهم فلا يكون بعد ذلك منهم حدث وأذى ولا تتغير ألوانهم فتقول الملائكة: طبتم فادخلوها خالدين " وقالوا " أي ويقول أهل الجنة إذا دخلوها اعترافا منهم بنعم الله عليهم " الحمد لله الذي صدقنا وعده " الذي وعدناه على ألسنة الرسل " وأورثنا الأرض " أي أرض الجنة " نتبوء من الجنة " أي نتخذ من الجنة مبوءا ومأوى " حيث نشاء " وهذا إشارة إلى كثرة قصورهم ومنازلهم وسعة نعمتهم " فنعم أجر العاملين " أي نعم ثواب المحسنين الجنة والنعيم فيها " وتري الملائكة حافين من حول العرش " معناه: ومن عجائب أمور الآخرة أنك ترى الملائكة محدقين بالعرش " يسبحون بحمد ربهم " أي ينزهون الله تعالى عما لا يليق به ويذكرونه بصفاته التي هو عليها، وقيل: يحمدون الله تعالى حيث دخل الموحدون الجنة، وقيل: إن تسبيحهم في ذلك الوقت على سبيل التلذذ والتنعم لا على وجه التعبد، إذ ليس هناك تكليف وقد عظم الله سبحانه أمر القضاء في الآخرة بنصب العرش وقيام الملائكة حوله معظمين له سبحانه ومسبحين، كما أن السلطان إذا أراد الجلوس للمظالم قعد على سريره وأقام جنده حوله تعظيما لامره، وإن استحال كونه عز وجل على العرش " وقضي بينهم بالحق " أي وفصل بين الخلائق بالعدل " وقيل الحمد لله رب العالمين " قيل: من كلام أهل الجنة يقولون ذلك شكرا لله على النعمة التامة، وقيل: إنه من كلام الله فقال في ابتداء الخلق: " الحمد الله الذي خلق السماوات والأرض " وقال بعد إفناء الخلق ثم بعثهم واستقرار أهل الجنة في الجنة: " الحمد لله رب العالمين " فوجب الاخذ بأدبه في ابتداء كل أمر بالحمد وختمه بالحمد.
(١٦١)
مفاتيح البحث: الطهارة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 * بقية أبواب المعاد وما يتبعه ويتعلق به * باب 3 إثبات الحشر وكيفيته وكفر من أنكره، وفيه 31 حديثا. 1
3 باب 4 أسماء القيامة واليوم الذي تقوم فيه، وأنه لا يعلم وقتها إلا الله، وفيه 15 حديثا. 54
4 باب 5 صفحة المحشر، وفيه 63 حديثا. 62
5 باب 6 مواقف القيامة وزمان مكث الناس فيها، وأنه يؤتى بجهنم فيها، وفيه 11 حديثا. 121
6 باب 7 ذكر كثرة أمة محمد صلى الله عليه وآله في القيامة، وعدد صفوف الناس فيها، وحملة العرش فيها، وفيها ستة أحاديث. 130
7 باب 8 أحوال المتقين والمجرمين في القيامة، وفيه 147 حديثا. 131
8 باب ثامن آخر في ذكر الركبان يوم القيامة، وفيه تسعة أحاديث. 230
9 باب 9 أنه يدعى الناس بأسماء أمهاتهم إلا الشيعة، وأن كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا نسب رسول الله صلى الله عليه وآله وصهره، وفيه 12 حديثا. 237
10 باب 10 الميزان، وفيه عشرة أحاديث. 242
11 باب 11 محاسبة العباد وحكمه تعالى في مظالمهم وما يسألهم عنه، وفيه حشر الوحوش، فيه 51 حديثا. 253
12 باب 12 السؤال عن الرسل والأمم، وفيه تسعة أحاديث. 277
13 باب 13 ما يحتج الله به على العباد يوم القيامة، وفيه ثلاثة أحاديث. 285
14 باب 14 ما يظهر من رحمته تعالى في القيامة، وفيه تسعة أحاديث. 286
15 باب 15 الخصال التي توجب التخلص من شدائد القيامة وأهوالها، وفيه 79 حديثا. 290
16 باب 16 تطاير الكتب وإنطاق الجوارح، وسائر الشهداء في القيامة، وفيه 22 حديثا 306
17 باب 17 الوسيلة وما يظهر من منزلة النبي صلى الله عليه وآله وأهل بيته عليهم السلام، وفيه 35 حديثا. 326