بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٧ - الصفحة ١٥٠
أي تنزيها لك عن الشريك " ما كان ينبغي لنا أن نتخذ من دونك من أولياء " أي ليس لنا أن نوالي أعداءك بل أنت ولينا من دونهم، وقيل: معناه: ما كان يجوز لنا وللعابدين وما كان يحق لنا أن نأمر أحدا بأن يعبدنا، فإنا لو أمرناهم بذلك لكنا واليناهم، ونحن لا نوالي من يكفر بك " ولكن متعتهم وآباءهم حتى نسوا الذكر " معناه:
ولكن طولت أعمارهم وأعمار آبائهم وأمددتهم بالأموال والأولاد بعد موت الرسل حتى نسوا الذكر المنزل على الأنبياء وتركوه " وكانوا قوما بورا " أي هلكى فاسدين، هذا تمام الحكاية عن قول المعبودين، فيقول الله سبحانه " فقد كذبوكم " أي كذبكم المعبودون، أيها المشركون " بما تقولون " أي بقولكم أنهم آلهة شركاء لله، ومن قرأ بالياء فالمعنى: فقد كذبوكم بقولهم: " سبحانك ما كان ينبغي لنا " الآية " فما يستطيعون صرفا " أي فما يستطيع المعبودون صرف العذاب عنكم ولا نصركم بدفع العذاب عنكم، ومن قرأ بالتاء فالمعنى: فما تستطيعون أيها المتخذون الشركاء صرف العذاب عن أنفسكم ولا أن تنصروها.
وفي قوله عز وجل: " يوم يرون الملائكة ": يعني يوم القيامة " لا بشرى يومئذ للمجرمين " أي لا بشارة لهم بالجنة والثواب، والمراد بالمجرمين هنا الكفار " ويقولون حجرا محجورا " أي ويقول الملائكة لهم حراما محرما عليكم سماع البشرى، وقيل:
معناه: ويقول المجرمون للملائكة كما كانوا يقولون في الدنيا إذا لقوا من يخافون منه القتل: حجرا محجورا دماؤنا، قال الخليل: كان الرجل يرى الرجل الذي يخاف منه القتل في الجاهلية في الأشهر الحرم فيقول: حجرا محجورا أي حرام عليك حرمتي في هذا الشهر فلا يبدؤه بشر، فإذا كان يوم القيامة رأوا الملائكة فقالوا ذلك ظنا منهم أنهم ينفعهم، وقيل: معناه: حراما محرما أن يدخل الجنة إلا من قال: لا إله إلا الله عن عطاء عن ابن عباس، وقيل: يقولون حجرا محجورا عليكم أن تتعوذوا وإلا فلا معاذ لكم " وقدمنا إلى ما عملوا من عمل " أي قصدنا وعمدنا إلى ما عمله الكفار في الدنيا مما رجوا به النفع والاجر وطلبوا به الثواب والبر " فجعلناه هباء منثورا " وهو الغبار يدخل الكوة في شعاع الشمس، وقيل: هو رهج (1) الدواب، وقيل: هو ما تسفيه الرياح

(1) الرهج بفتح الراء والهاء وسكون الثاني: ما أثير من الغبار.
(١٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 * بقية أبواب المعاد وما يتبعه ويتعلق به * باب 3 إثبات الحشر وكيفيته وكفر من أنكره، وفيه 31 حديثا. 1
3 باب 4 أسماء القيامة واليوم الذي تقوم فيه، وأنه لا يعلم وقتها إلا الله، وفيه 15 حديثا. 54
4 باب 5 صفحة المحشر، وفيه 63 حديثا. 62
5 باب 6 مواقف القيامة وزمان مكث الناس فيها، وأنه يؤتى بجهنم فيها، وفيه 11 حديثا. 121
6 باب 7 ذكر كثرة أمة محمد صلى الله عليه وآله في القيامة، وعدد صفوف الناس فيها، وحملة العرش فيها، وفيها ستة أحاديث. 130
7 باب 8 أحوال المتقين والمجرمين في القيامة، وفيه 147 حديثا. 131
8 باب ثامن آخر في ذكر الركبان يوم القيامة، وفيه تسعة أحاديث. 230
9 باب 9 أنه يدعى الناس بأسماء أمهاتهم إلا الشيعة، وأن كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا نسب رسول الله صلى الله عليه وآله وصهره، وفيه 12 حديثا. 237
10 باب 10 الميزان، وفيه عشرة أحاديث. 242
11 باب 11 محاسبة العباد وحكمه تعالى في مظالمهم وما يسألهم عنه، وفيه حشر الوحوش، فيه 51 حديثا. 253
12 باب 12 السؤال عن الرسل والأمم، وفيه تسعة أحاديث. 277
13 باب 13 ما يحتج الله به على العباد يوم القيامة، وفيه ثلاثة أحاديث. 285
14 باب 14 ما يظهر من رحمته تعالى في القيامة، وفيه تسعة أحاديث. 286
15 باب 15 الخصال التي توجب التخلص من شدائد القيامة وأهوالها، وفيه 79 حديثا. 290
16 باب 16 تطاير الكتب وإنطاق الجوارح، وسائر الشهداء في القيامة، وفيه 22 حديثا 306
17 باب 17 الوسيلة وما يظهر من منزلة النبي صلى الله عليه وآله وأهل بيته عليهم السلام، وفيه 35 حديثا. 326