بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٦ - الصفحة ٢٨٠
نبيها فأجابت، وسئلت عن وليها وإمامها فارتج عليها، فقلت لها: ابنك ابنك.
أقول: وقال الشيخ المفيد نور الله ضريحه في شرح هذا الكلام: جاءت الأخبار الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وآله أن الملائكة تنزل على المقبورين فتسألهم عن أديانهم، وألفاظ الاخبار بذلك متقاربة، فمنها أن ملكين لله تعالى يقال لهما: ناكر ونكير ينزلان على الميت فيسألانه عن ربه ونبيه ودينه وإمامه فإن أجاب بالحق سلموه إلى ملائكة النعيم، وإن ارتج عليه سلموه إلى ملائكة العذاب، وقيل في بعض الأخبار: إن اسمي الملكين اللذين ينزلان على المؤمن مبشر وبشير، وقيل: إنه إنما سمي ملكا الكافر ناكرا ونكيرا لأنه ينكر الحق، وينكر ما يأتيانه به ويكرهه، وسمي ملكا المؤمن مبشرا وبشيرا لأنهما يبشرانه من الله تعالى بالرضا والثواب المقيم، وإن هذين الاسمين ليسا بلقب لهما، وإنهما عبارة عن فعلهما، وهذه أمور تتقارب بعضها من بعض ولا تستحيل معانيها والله أعلم بحقيقة الامر فيها، وقد قلنا فيما سلف: إنما ينزل الملكان على من محض الايمان محضا، أو محض الكفر محضا، ومن سوى هذين فيلهى عنه، وبينا أن الخبر جاء بذلك فمن جهته قلنا فيه ما ذكرناه.
فصل: وليس ينزل الملكان إلا على حي ولا يسألان إلا من يفهم المسألة ويعرف معناها، وهذا يدل على أن الله تعالى يحيي العبد بعد موته للمسألة، ويديم حياته بنعيم إن كان يستحقه، أو بعذاب إن كان يستحقه (1) - نعوذ بالله من سخطه ونسأله التوفيق لما يرضيه برحمته - والغرض من نزول الملكين ومسألتهما العبد أن الله يؤكل بالعبد بعد موته ملائكة النعيم وملائكة العذاب، وليس للملائكة طريق إلى ما يستحقه العبد إلا بإعلام الله تعالى ذلك لهم، فالملكان اللذان ينزلان على العبد أحدهما من ملائكة النعيم، والآخر من ملائكة العذاب، فإذا هبطا لما وكلا به استفهما حال العبد بالمسألة

(1) لعل المراد أن الانسان لا يبطل بعد الموت ولا ينعدم بالكلية بل له نوع من الحياة غير الحياة الحسية التي يفقدها بالموت، قال صلى الله عليه وآله: وإنما تنتقلون من دار إلى دار الحديث. وأما الروايات الدالة على إدخال الروح فيه إلى حقويه في القبر فهي تمثيل للمسألة كما أن الروايات الدالة على قولهما له: نم نومة العروس وإنامتهما له وغير ذلك تمثيل لمكثه في القبر في انتظار البعث. ط
(٢٨٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 275 276 277 278 279 280 281 282 283 284 285 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 * (بقية أبواب العدل) * باب 19 عفو الله تعالى وغفرانه وسعة رحمته ونعمه على العباد، وفيه 17 حديثا. 1
3 باب 20 التوبة وأنواعها وشرائطها، وفيه 78 حديثا. 11
4 باب 21 نفي العبث وما يوجب النقص من الاستهزاء والسخرية والمكر والخديعة عنه تعالى، وتأويل الآيات فيها، وفيه حديثان. 49
5 باب 22 عقاب الكفار والفجار في الدنيا، وفيه تسعة أحاديث. 54
6 باب 23 علل الشرائع والأحكام، الفصل الأول: العلل التي رواها الفضل بن شاذان. 58
7 الفصل الثاني: ما ورد من ذلك برواية ابن سنان. 93
8 الفصل الثالث: في نوادر العلل ومتفرقاتها. 107
9 * أبواب الموت * باب 1 حكمة الموت وحقيقته، وما ينبغي أن يعبر عنه، وفيه خمسة أحاديث 116
10 باب 2 علامات الكبر، وأن ما بين الستين إلى السبعين معترك المنايا، وتفسير أرذل العمر، وفيه تسعة أحاديث. 118
11 باب 3 الطاعون والفرار منه، وفيه عشرة أحاديث. 120
12 باب 4 حب لقاء الله وذم الفرار من الموت، وفيه 46 حديثا. 124
13 باب 5 ملك الموت وأحواله وأعوانه وكيفية نزعه للروح، وفيه 18 حديثا 139
14 باب 6 سكرات الموت وشدائده، وما يلحق المؤمن والكافر عنده، وفيه 52 حديثا. 145
15 باب 7 ما يعاين المؤمن والكافر عند الموت وحضور الأئمة عليهم السلام عند ذلك وعند الدفن وعرض الأعمال عليهم صلوات الله عليهم، وفيه 56 حديثا 173
16 باب 8 أحوال البرزخ والقبر وعذابه وسؤاله وسائر ما يتعلق بذلك، وفيه 128 حديثا. 202
17 باب 9 في جنة الدنيا ونارها، وفيه 18 حديثا. 282
18 باب 10 ما يلحق الرجل بعد موته من الأجر، وفيه خمسة أحاديث. 293
19 * أبواب المعاد وما يتبعه ويتعلق به * باب 1 أشراط الساعة، وقصة يأجوج ومأجوج، وفيه 32 حديثا. 295
20 باب 2 نفخ الصور وفناء الدنيا وأن كل نفس تذوق الموت، وفيه 16 حديثا 316