بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٦ - الصفحة ٢٧٨
مفارقة أبدانها العنصرية بأشباح اخر كما دلت عليه الأحاديث قول بالتناسخ، وهذا توهم سخيف لان التناسخ الذي أطبق المسلمون على بطلانه هو تعلق الأرواح بعد خراب أجسادها بأجسام اخر في هذا العالم، إما عنصرية كما يزعم بعضهم ويقسمه إلى النسخ والمسخ والفسخ والرسخ، أو فلكية ابتداءا أو بعد ترددها في الأبدان العنصرية على اختلاف آرائهم الواهية المفصلة في محلها، وأما القول بتعلقها في عالم آخر بأبدان مثالية مدة البرزخ إلى أن تقوم قيامتها الكبرى فتعود إلى أبدانها الأولية بإذن مبدعها إما بجمع إجزائها المتشتتة أو بإيجادها من كتم العدم كما أنشأها أول مرة فليس من التناسخ في شئ، وإن سميته تناسخا فلا مشاحة في التسمية إذا اختلف المسمى، وليس إنكارنا على التناسخية وحكمنا بتكفيرهم بمجرد قولهم بانتقال الروح من بدن إلى آخر، فإن المعاد الجسماني كذلك عند كثير من أهل الاسلام، بل بقولهم بقدم النفوس وترددها في أجسام هذا العالم وإنكارهم المعاد الجسماني في النشأة الأخروية.
قال الفخر الرازي في نهاية العقول: إن المسلمين يقولون بحدوث الأرواح و ردها إلى الأبدان لا في هذا العالم، والتناسخية يقولون بقدمها وردها إليها في هذا العالم، وينكرون الآخرة والجنة والنار، وإنما كفروا من أجل هذا الانكار انتهى كلامه ملخصا. فقد ظهر البون البعيد بين القولين، انتهى كلامه زاد الله في إكرامه.
ثم اعلم أن مقتضى قواعد العدلية وظواهر النصوص الماضية والآتية أنه إنما يسأل في القبر المكلفون الكاملون لا الأطفال والمجانين والمستضعفون، وأما الأنبياء والأئمة عليهم السلام وإن كان المفهوم من فحوى عدم سؤال من لقن وأمثالهم وما مر أنه يسأل وهو مضغوط على بعض محتملاته وغيره مما يدل على رفعة شأنهم عدم السؤال عنهم، لكن لما لم نر فيه نصا صريحا فالأولى عدم التعرض له نفيا وإثباتا، ولذا لم يتعرض له علماؤنا رضوان الله عليهم.
قال صاحب المحجة البيضاء في مذهب آل العباء: اختلف أهل السنة في أن الأنبياء عليهم السلام هل يسألون في القبر أم لا؟ وكذا في الأطفال، فقيل: الأصح أن الأنبياء عليهم السلام لا يسألون. وقال الصفار: ليس في هذا نص ولا خبر ولا دليل فانتفي ذلك عنهم، وما روي عنه صلى الله عليه وآله من الاستعاذة عن عذاب القبر فذلك للمبالغة في إظهار الافتقار إلى الله
(٢٧٨)
مفاتيح البحث: الأنبياء (ع) (1)، القبر (3)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 273 274 275 276 277 278 279 280 281 282 283 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 * (بقية أبواب العدل) * باب 19 عفو الله تعالى وغفرانه وسعة رحمته ونعمه على العباد، وفيه 17 حديثا. 1
3 باب 20 التوبة وأنواعها وشرائطها، وفيه 78 حديثا. 11
4 باب 21 نفي العبث وما يوجب النقص من الاستهزاء والسخرية والمكر والخديعة عنه تعالى، وتأويل الآيات فيها، وفيه حديثان. 49
5 باب 22 عقاب الكفار والفجار في الدنيا، وفيه تسعة أحاديث. 54
6 باب 23 علل الشرائع والأحكام، الفصل الأول: العلل التي رواها الفضل بن شاذان. 58
7 الفصل الثاني: ما ورد من ذلك برواية ابن سنان. 93
8 الفصل الثالث: في نوادر العلل ومتفرقاتها. 107
9 * أبواب الموت * باب 1 حكمة الموت وحقيقته، وما ينبغي أن يعبر عنه، وفيه خمسة أحاديث 116
10 باب 2 علامات الكبر، وأن ما بين الستين إلى السبعين معترك المنايا، وتفسير أرذل العمر، وفيه تسعة أحاديث. 118
11 باب 3 الطاعون والفرار منه، وفيه عشرة أحاديث. 120
12 باب 4 حب لقاء الله وذم الفرار من الموت، وفيه 46 حديثا. 124
13 باب 5 ملك الموت وأحواله وأعوانه وكيفية نزعه للروح، وفيه 18 حديثا 139
14 باب 6 سكرات الموت وشدائده، وما يلحق المؤمن والكافر عنده، وفيه 52 حديثا. 145
15 باب 7 ما يعاين المؤمن والكافر عند الموت وحضور الأئمة عليهم السلام عند ذلك وعند الدفن وعرض الأعمال عليهم صلوات الله عليهم، وفيه 56 حديثا 173
16 باب 8 أحوال البرزخ والقبر وعذابه وسؤاله وسائر ما يتعلق بذلك، وفيه 128 حديثا. 202
17 باب 9 في جنة الدنيا ونارها، وفيه 18 حديثا. 282
18 باب 10 ما يلحق الرجل بعد موته من الأجر، وفيه خمسة أحاديث. 293
19 * أبواب المعاد وما يتبعه ويتعلق به * باب 1 أشراط الساعة، وقصة يأجوج ومأجوج، وفيه 32 حديثا. 295
20 باب 2 نفخ الصور وفناء الدنيا وأن كل نفس تذوق الموت، وفيه 16 حديثا 316