بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٦ - الصفحة ٢٧٥
الآية، وقوله: " ربنا أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين " ولقوله صلى الله عليه وآله: إن أحدكم إذا مات عرض عليه مقعده بالغداة والعشي، إن كان من أهل الجنة فمن الجنة، وإن كان من أهل النار فمن النار، فيقال: هذا مقعدك حتى نبعثك يوم القيامة. وقوله صلى الله عليه وآله: استنزهوا من البول فإن عامة عذاب القبر منه. وقوله صلى الله عليه وآله: القبر إما روضة من رياض الجنة، أو حفرة من حفر النيران. ونقل العلامة التفتازاني عن السيد أبي الشجاع أن الصبيان يسألون وكذا الأنبياء عليهم السلام. وقيل: إن الأنبياء لا يسألون لان السؤال على ما ورد في الحديث عن ربه وعن دينه وعن نبيه، ولا يعقل السؤال عن النبي صلى الله عليه وآله من نفس النبي، وأنت خبير بأنه لا يدل على عدم السؤال مطلقا بل عدم السؤال عن نبيه فقط، وذلك أيضا في الذي لا يكون على ملة نبي آخر. واختلف الناس في عذاب القبر فأنكره قوم بالكلية وأثبته آخرون، ثم اختلف هؤلاء فمنهم من أثبت التعذيب وأنكر الاحياء وهو خلاف العقل، وبعضهم لم يثبت العذاب بالفعل بل قال: تجتمع الآلام في جسده فإذا حشر أحس بها دفعة، وهذا إنكار لعذاب القبر حقيقة، ومنهم من قال بإحيائه لكن من غير إعادة الروح، ومنهم من قال بالاحياء وإعادة الروح ولا يلزم أن يرى أثر الحياة فيه حتى أن المأكول في بطن الحيوانات يحيى ويسأل وينعم ويعذب ولا ينبغي أن ينكر لان من أخفى النار في الشجر الأخضر قادر على إخفاء العذاب والنعيم. قال الامام الغزالي في الاحياء:
اعلم أن لك ثلاث مقامات في التصديق بأمثال هذا:
أحدها - وهو الأظهر والأصح - أن تصدق بأن الحية مثلا موجودة تلدغ الميت ولكنا لا نشاهد ذلك، فإن ذلك العين لا يصلح لمشاهدة تلك الأمور الملكوتية، و كل ما يتعلق بالآخرة فهو من عالم الملكوت، أما ترى أن الصحابة كيف كانوا يؤمنون بنزول جبرئيل عليه السلام، وما كانوا يشاهدونه، ويؤمنون أنه صلى الله عليه وآله يشاهده؟ فإن كنت لا تؤمن بهذا، فتصحيح الايمان بالملائكة والوحي عليك أوجب، وإن آمنت به وجوزت أن يشاهد النبي صلى الله عليه وآله ما لا تشاهده الأمة فيكف لا تجوز هذا في الميت؟.
المقام الثاني أن تتذكر أمر النائم فإنه يرى في نومه حية تلدغه وهو يتألم
(٢٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 270 271 272 273 274 275 276 277 278 279 280 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 * (بقية أبواب العدل) * باب 19 عفو الله تعالى وغفرانه وسعة رحمته ونعمه على العباد، وفيه 17 حديثا. 1
3 باب 20 التوبة وأنواعها وشرائطها، وفيه 78 حديثا. 11
4 باب 21 نفي العبث وما يوجب النقص من الاستهزاء والسخرية والمكر والخديعة عنه تعالى، وتأويل الآيات فيها، وفيه حديثان. 49
5 باب 22 عقاب الكفار والفجار في الدنيا، وفيه تسعة أحاديث. 54
6 باب 23 علل الشرائع والأحكام، الفصل الأول: العلل التي رواها الفضل بن شاذان. 58
7 الفصل الثاني: ما ورد من ذلك برواية ابن سنان. 93
8 الفصل الثالث: في نوادر العلل ومتفرقاتها. 107
9 * أبواب الموت * باب 1 حكمة الموت وحقيقته، وما ينبغي أن يعبر عنه، وفيه خمسة أحاديث 116
10 باب 2 علامات الكبر، وأن ما بين الستين إلى السبعين معترك المنايا، وتفسير أرذل العمر، وفيه تسعة أحاديث. 118
11 باب 3 الطاعون والفرار منه، وفيه عشرة أحاديث. 120
12 باب 4 حب لقاء الله وذم الفرار من الموت، وفيه 46 حديثا. 124
13 باب 5 ملك الموت وأحواله وأعوانه وكيفية نزعه للروح، وفيه 18 حديثا 139
14 باب 6 سكرات الموت وشدائده، وما يلحق المؤمن والكافر عنده، وفيه 52 حديثا. 145
15 باب 7 ما يعاين المؤمن والكافر عند الموت وحضور الأئمة عليهم السلام عند ذلك وعند الدفن وعرض الأعمال عليهم صلوات الله عليهم، وفيه 56 حديثا 173
16 باب 8 أحوال البرزخ والقبر وعذابه وسؤاله وسائر ما يتعلق بذلك، وفيه 128 حديثا. 202
17 باب 9 في جنة الدنيا ونارها، وفيه 18 حديثا. 282
18 باب 10 ما يلحق الرجل بعد موته من الأجر، وفيه خمسة أحاديث. 293
19 * أبواب المعاد وما يتبعه ويتعلق به * باب 1 أشراط الساعة، وقصة يأجوج ومأجوج، وفيه 32 حديثا. 295
20 باب 2 نفخ الصور وفناء الدنيا وأن كل نفس تذوق الموت، وفيه 16 حديثا 316