الآية، وقوله: " ربنا أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين " ولقوله صلى الله عليه وآله: إن أحدكم إذا مات عرض عليه مقعده بالغداة والعشي، إن كان من أهل الجنة فمن الجنة، وإن كان من أهل النار فمن النار، فيقال: هذا مقعدك حتى نبعثك يوم القيامة. وقوله صلى الله عليه وآله: استنزهوا من البول فإن عامة عذاب القبر منه. وقوله صلى الله عليه وآله: القبر إما روضة من رياض الجنة، أو حفرة من حفر النيران. ونقل العلامة التفتازاني عن السيد أبي الشجاع أن الصبيان يسألون وكذا الأنبياء عليهم السلام. وقيل: إن الأنبياء لا يسألون لان السؤال على ما ورد في الحديث عن ربه وعن دينه وعن نبيه، ولا يعقل السؤال عن النبي صلى الله عليه وآله من نفس النبي، وأنت خبير بأنه لا يدل على عدم السؤال مطلقا بل عدم السؤال عن نبيه فقط، وذلك أيضا في الذي لا يكون على ملة نبي آخر. واختلف الناس في عذاب القبر فأنكره قوم بالكلية وأثبته آخرون، ثم اختلف هؤلاء فمنهم من أثبت التعذيب وأنكر الاحياء وهو خلاف العقل، وبعضهم لم يثبت العذاب بالفعل بل قال: تجتمع الآلام في جسده فإذا حشر أحس بها دفعة، وهذا إنكار لعذاب القبر حقيقة، ومنهم من قال بإحيائه لكن من غير إعادة الروح، ومنهم من قال بالاحياء وإعادة الروح ولا يلزم أن يرى أثر الحياة فيه حتى أن المأكول في بطن الحيوانات يحيى ويسأل وينعم ويعذب ولا ينبغي أن ينكر لان من أخفى النار في الشجر الأخضر قادر على إخفاء العذاب والنعيم. قال الامام الغزالي في الاحياء:
اعلم أن لك ثلاث مقامات في التصديق بأمثال هذا:
أحدها - وهو الأظهر والأصح - أن تصدق بأن الحية مثلا موجودة تلدغ الميت ولكنا لا نشاهد ذلك، فإن ذلك العين لا يصلح لمشاهدة تلك الأمور الملكوتية، و كل ما يتعلق بالآخرة فهو من عالم الملكوت، أما ترى أن الصحابة كيف كانوا يؤمنون بنزول جبرئيل عليه السلام، وما كانوا يشاهدونه، ويؤمنون أنه صلى الله عليه وآله يشاهده؟ فإن كنت لا تؤمن بهذا، فتصحيح الايمان بالملائكة والوحي عليك أوجب، وإن آمنت به وجوزت أن يشاهد النبي صلى الله عليه وآله ما لا تشاهده الأمة فيكف لا تجوز هذا في الميت؟.
المقام الثاني أن تتذكر أمر النائم فإنه يرى في نومه حية تلدغه وهو يتألم