بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٦ - الصفحة ٢٠٩
وقال الشيخ الطبرسي رحمه الله في تفسير تلك الآية: قول " عند ربهم " فيه وجهان أحدهما أنهم بحيث لا يملك أحد لهم نفعا ولا ضرا إلا ربهم، وليس المراد في ذلك قرب المسافة لأنه مستحيل عليه سبحانه، والآخر أنهم عند ربهم أحياء من حيث يعلمهم كذلك دون الناس.
وروي عن ابن عباس وابن مسعود وجابر أن النبي صلى الله عليه وآله قال: لما أصيب إخوانكم بأحد جعل الله أرواحهم في حواصل طيور خضر ترد أنهار الجنة وتأكل من ثمارها.
وروي عنه صلى الله عليه وآله أنه قال لجعفر بن أبي طالب - وقد استشهد في غزاة موتة -:
رأيته له جناحان يطير بهما مع الملائكة في الجنة. وأنكر بعضهم حديث الأرواح وقال:
إن الروح عرض لا يجوز أن يتنعم، وهذا لا يجوز، لان الروح جسم رقيق هوائي مأخوذ من الريح، ويدل على ذلك أنه يخرج من البدن ويرد عليه وهي الحساسة الفعالة، دون البدن، وليست من الحياة في شئ لان ضد الحياة الموت، وليس كذلك الروح وهذا قول علي بن عيسى. " يرزقون " من نعيم الجنة غدوا وعشيا. وقيل: يرزقون النعيم في قبورهم.
" فرحين بما آتيهم الله من فضله " أي مسرورين بما أعطاهم الله من ضروب نعمه في الجنة، وقيل: في قبورهم. وقيل: فرحين بما نالوا من الشهادة وجزائها " و يستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم " أي يسرون بإخوانهم الذين فارقوهم وهم أحياء في الدنيا على مناهجهم من الايمان والجهاد، لعلمهم بأنهم إذا استشهدوا لحقوا بهم وصاروا من كرامة الله تعالى إلى مثل ما صاروا إليه، يقولون: إخواننا يقتلون كما قتلنا، فيصيبون من النعيم مثل ما أصبنا.
وقيل: إنه يؤتى الشهيد بكتاب فيه ذكر من تقدم عليه من إخوانه فيسر بذلك ويستبشر كما يستبشر أهل الغائب بقدومه في الدنيا. وقيل: معناه: لم يلحقوا بهم في الفضل إلا أن لهم فضلا عظيما بتصديقهم وإيمانهم " ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون " أي يستبشرون بأن لا خوف عليهم، وذلك لأنه بدل من قوله: " الذين لم يلحقوا بهم من خلفهم " لان
(٢٠٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 * (بقية أبواب العدل) * باب 19 عفو الله تعالى وغفرانه وسعة رحمته ونعمه على العباد، وفيه 17 حديثا. 1
3 باب 20 التوبة وأنواعها وشرائطها، وفيه 78 حديثا. 11
4 باب 21 نفي العبث وما يوجب النقص من الاستهزاء والسخرية والمكر والخديعة عنه تعالى، وتأويل الآيات فيها، وفيه حديثان. 49
5 باب 22 عقاب الكفار والفجار في الدنيا، وفيه تسعة أحاديث. 54
6 باب 23 علل الشرائع والأحكام، الفصل الأول: العلل التي رواها الفضل بن شاذان. 58
7 الفصل الثاني: ما ورد من ذلك برواية ابن سنان. 93
8 الفصل الثالث: في نوادر العلل ومتفرقاتها. 107
9 * أبواب الموت * باب 1 حكمة الموت وحقيقته، وما ينبغي أن يعبر عنه، وفيه خمسة أحاديث 116
10 باب 2 علامات الكبر، وأن ما بين الستين إلى السبعين معترك المنايا، وتفسير أرذل العمر، وفيه تسعة أحاديث. 118
11 باب 3 الطاعون والفرار منه، وفيه عشرة أحاديث. 120
12 باب 4 حب لقاء الله وذم الفرار من الموت، وفيه 46 حديثا. 124
13 باب 5 ملك الموت وأحواله وأعوانه وكيفية نزعه للروح، وفيه 18 حديثا 139
14 باب 6 سكرات الموت وشدائده، وما يلحق المؤمن والكافر عنده، وفيه 52 حديثا. 145
15 باب 7 ما يعاين المؤمن والكافر عند الموت وحضور الأئمة عليهم السلام عند ذلك وعند الدفن وعرض الأعمال عليهم صلوات الله عليهم، وفيه 56 حديثا 173
16 باب 8 أحوال البرزخ والقبر وعذابه وسؤاله وسائر ما يتعلق بذلك، وفيه 128 حديثا. 202
17 باب 9 في جنة الدنيا ونارها، وفيه 18 حديثا. 282
18 باب 10 ما يلحق الرجل بعد موته من الأجر، وفيه خمسة أحاديث. 293
19 * أبواب المعاد وما يتبعه ويتعلق به * باب 1 أشراط الساعة، وقصة يأجوج ومأجوج، وفيه 32 حديثا. 295
20 باب 2 نفخ الصور وفناء الدنيا وأن كل نفس تذوق الموت، وفيه 16 حديثا 316