وقيل: لا تخافوا ولا تحزنوا على ذنوبكم، فإني أغفرها لكم. وقيل: إن الخوف يتناول المستقبل، والحزن يتناول الماضي أي لا تخافوا فيما يستقبل من الأوقات، ولا تحزنوا على ما مضى.
" وجاءت سكرة الموت " أي غمرة الموت (1) وشدته التي تغشي الانسان وتغلب على عقله " بالحق " أي أمر الآخرة حتى عرفه صاحبه واضطر إليه. وقيل: معناه: جاءت سكرة الموت بالحق الذي هو الموت " ذلك " أي ذلك الموت " ما كنت منه تحيد " أي تهرب وتميل.
" فلولا إذا بلغت الحلقوم " أي فهلا إذا بلغت النفس الحلقوم عند الموت وأنتم يا أهل الميت " حينئذ تنظرون " أي ترون تلك الحال وقد صار إلى أن يخرج نفسه. وقيل:
معناه: تنظرون لا يمكنكم الدفع ولا تملكون شيئا " ونحن أقرب إليه منكم " بالعلم و القدرة " ولكن لا تبصرون " ذلك ولا تعلمونه. وقيل: معناه: ورسلنا الذين يقبضون روحه أقرب إليه منكم ولكن لا تبصرون رسلنا " فلولا إن كنتم غير مدينين ترجعونها " يعني فهلا ترجعون نفس من يعز عليكم إذا بلغت الحلقوم وتردونها إلى موضعها إن كنتم غير مجزيين بثواب وعقاب وغير محاسبين. وقيل: أي غير مملوكين. وقيل: أي غير مبعوثين، والمرد أن الامر لو كان كما تقولونه من أنه لا بعث ولا حساب ولا جزاء ولا إله يحاسب ويجازي فهلا رددتم الأرواح والنفوس من حلوقكم إلى أبدانكم إن كنتم صادقين في قولكم، فإذا لم تقدروا على ذلك فاعلموا أنه من تقدير مقدر حكيم و تدبير مدبر عليم.
" فأما إن كان " ذلك المحتضر " من المقربين " عند الله " فروح " أي فله روح وهو الراحة والاستراحة من تكاليف الدنيا ومشاقها. وقيل: الروح: الهواء الذي تستلذه النفس ويزيل عنها الهم " وريحان " يعني الرزق في الجنة. وقيل: هو الريحان المشموم من ريحان الجنة يؤتى به عند الموت فيشمه.
وقيل: الروح: الرحمة، والريحان: كل نباهة وشرف. وقيل: الروح: النجاة