الأعمال الصالحة، ونظيره قوله تعالى: " وبشر الذين آمنوا أن لهم قدم صدق عند ربهم " وقوله: " يبشرهم ربهم برحمة منه ".
وثانيها: أن البشارة في الحياة الدنيا بشارة الملائكة للمؤمنين عند موتهم: ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون.
وثالثها: أنها في الدنيا الرؤيا الصالحة، يراها المؤمن لنفسه أو ترى له، وفي الآخرة الجنة وهي ما تبشرهم الملائكة عند خروجهم من القبور وفي القيامة إلى أن يدخلوا الجنة يبشرونهم بها حالا بعد حال، وهو المروي عن أبي جعفر عليه السلام، وروي ذلك في حديث مرفوع عن النبي صلى الله عليه وآله.
وروى عقبة بن خالد عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: يا عقبة لا يقبل الله من العباد يوم القيامة إلا هذا الدين الذي أنتم عليه، وما بين أحدكم وبين أن يرى ما تقر به عينه إلا أن تبلغ نفسه إلى هذه - وأومأ بيده إلى الوريد - الخبر بطوله، ثم قال: إن هذا في كتاب الله وقرأ هذه الآية. وقيل: إن المؤمن يفتح له باب إلى الجنة في قبره فيشاهد ما أعد له في الجنة قبل دخولها " لا تبديل لكلمات الله " أي لا خلف لما وعد الله ولا خلاف.
وفي قوله تعالى: " تحيتهم يوم يلقونه سلام " روي عن البراء (1) أنه قال: يوم يلقون ملك الموت لا يقبض روح مؤمن إلا سلم عليه.
وفي قوله: " إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا " أي استمروا على أن الله ربهم وحده لم يشركوا به شيئا، أو ثم استقاموا على طاعته وأداء فرائضه. وروى محمد ابن الفضيل قال: سألت أبا الحسن الرضا عليه السلام عن الاستقامة فقال: هي والله ما أنتم عليه " تتنزل عليهم الملائكة " يعني عند الموت، وروي ذلك عن أبي عبد الله عليه السلام. وقيل:
تستقبلهم الملائكة إذا خرجوا من قبورهم في الموقف بالبشارة من الله تعالى. وقيل: إن البشرى تكون في ثلاثة مواطن: عند الموت، وفي القبر، وعند البعث " ألا تخافوا ولا تحزنوا " أي يقولون لهم: لا تخافوا عقاب الله ولا تحزنوا لفوت الثواب. وقيل: لا تخافوا ما أمامكم من أمور الآخرة، ولا تحزنوا على ما وراءكم وعلى ما خلفتم من أهل وولد.