بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٦ - الصفحة ٩
وإني إذا أوعدته أو وعدته * لمخلف إيعادي ومنجز موعدي والذي ذكره أبو عمرو مذهب الكرام، ومستحسن عند كل أحد خلف الوعيد، كما قال السري الموصلي:
إذا وعد السراء أنجز وعده * وإن أوعد الضراء فالعفو مانعه وأحسن يحيى بن معاذ في هذا المعنى حيث قال: الوعد والوعيد حق، فالوعد حق العباد على الله تعالى، إذ من ضمن أنهم إذا فعلوا ذلك أن يعطيهم كذا فالوفاء حقهم عليه، ومن أولى بالوفاء من الله؟ والوعيد حق على العباد، قال: لا تفعلوا كذا فأعذبكم، ففعلوا فإن شاء عفا وإن شاء أخذ لأنه حقه وهو أولى بالعفو والكرم، إنه غفور رحيم. انتهى لفظه.
وقيل: إن المحققين على خلافه، كيف وهو تبديل للقول؟ وقد قال الله تعالى " ما يبدل القول لدي وما أنا بظلام للعبيد ". (1) قلت: إن حمل آيات الوعيد على إنشاء التهديد فلا خلف لأنه حينئذ ليس خبرا بحسب المعنى، وإن حمل على الاخبار كما هو الظاهر فيمكن أن يقال: بتخصيص المذنب المغفور عن عمومات الوعيد بالدلائل المنفصلة، ولا خلف على هذا التقدير أيضا، فلا يلزم تبدل القول، وأما إذا لم نقل بأحد هذين الوجهين فيشكل التفصي عن لزوم التبدل والكذب، اللهم إلا أن يحمل آيات الوعيد على استحقاق ما أوعد به، لا على وقوعه بالفعل وفي الآية المذكورة إشارة إلى ذلك حيث قال: " فجزاؤه جهنم خالدا فيها " انتهى.
وقال الشيخ المفيد قدس الله روحه في كتاب العيون والمحاسن: حكى أبو القاسم الكعبي في كتاب الغرر عن أبي الحسين الخياط قال: حدثني أبو مجالد قال: مر أبو عمرو بن العلاء بعمرو بن عبيد وهو يتكلم في الوعيد قال: إنما أتيتم من العجمة لان العرب لا يرى ترك الوعيد ذما، وإنما يرى ترك الوعد ذما، وأنشد:
وإني وإن أوعدته ووعدته * لأخلف إيعادي وأنجز موعدي قال: فقال له عمرو: أفليس تسمى تارك الايعاد مخلفا؟ قال: بلى، قال: فتسمي

(١) ق: ٢٩.
(٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 * (بقية أبواب العدل) * باب 19 عفو الله تعالى وغفرانه وسعة رحمته ونعمه على العباد، وفيه 17 حديثا. 1
3 باب 20 التوبة وأنواعها وشرائطها، وفيه 78 حديثا. 11
4 باب 21 نفي العبث وما يوجب النقص من الاستهزاء والسخرية والمكر والخديعة عنه تعالى، وتأويل الآيات فيها، وفيه حديثان. 49
5 باب 22 عقاب الكفار والفجار في الدنيا، وفيه تسعة أحاديث. 54
6 باب 23 علل الشرائع والأحكام، الفصل الأول: العلل التي رواها الفضل بن شاذان. 58
7 الفصل الثاني: ما ورد من ذلك برواية ابن سنان. 93
8 الفصل الثالث: في نوادر العلل ومتفرقاتها. 107
9 * أبواب الموت * باب 1 حكمة الموت وحقيقته، وما ينبغي أن يعبر عنه، وفيه خمسة أحاديث 116
10 باب 2 علامات الكبر، وأن ما بين الستين إلى السبعين معترك المنايا، وتفسير أرذل العمر، وفيه تسعة أحاديث. 118
11 باب 3 الطاعون والفرار منه، وفيه عشرة أحاديث. 120
12 باب 4 حب لقاء الله وذم الفرار من الموت، وفيه 46 حديثا. 124
13 باب 5 ملك الموت وأحواله وأعوانه وكيفية نزعه للروح، وفيه 18 حديثا 139
14 باب 6 سكرات الموت وشدائده، وما يلحق المؤمن والكافر عنده، وفيه 52 حديثا. 145
15 باب 7 ما يعاين المؤمن والكافر عند الموت وحضور الأئمة عليهم السلام عند ذلك وعند الدفن وعرض الأعمال عليهم صلوات الله عليهم، وفيه 56 حديثا 173
16 باب 8 أحوال البرزخ والقبر وعذابه وسؤاله وسائر ما يتعلق بذلك، وفيه 128 حديثا. 202
17 باب 9 في جنة الدنيا ونارها، وفيه 18 حديثا. 282
18 باب 10 ما يلحق الرجل بعد موته من الأجر، وفيه خمسة أحاديث. 293
19 * أبواب المعاد وما يتبعه ويتعلق به * باب 1 أشراط الساعة، وقصة يأجوج ومأجوج، وفيه 32 حديثا. 295
20 باب 2 نفخ الصور وفناء الدنيا وأن كل نفس تذوق الموت، وفيه 16 حديثا 316