بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٤ - الصفحة ٧٢
على المسموع، والبصر على المبصر، والقدرة على المقدور.
قال: قلت: فلم يزل الله متكلما؟ قال: إن الكلام صفة محدثة ليست بأزلية، كان الله عز وجل ولا متكلم. (1) بيان: قوله عليه السلام: وقع العلم منه على المعلوم أي وقع على ما كان معلوما في الأزل وانطبق عليه وتحقق مصداقه، وليس المقصود تعلقه به تعلقا لم يكن قبل الايجاد.
أو المراد بوقوع العلم على المعلوم العلم به على أنه حاضر موجود، وكان قد تعلق العلم به قبل ذلك على وجه الغيبة وأنه سيوجد، والتغير يرجع إلى المعلوم لا إلى العلم.
وتحقيق المقام أن علمه تعالى بأن شيئا وجد هو عين العلم الذي كان له تعالى بأنه سيوجد فإن العلم بالقضية إنما يتغير بتغيرها وهو إما بتغير موضوعها أو محمولها، والمعلوم ههنا هي القضية القائلة بأن زيدا موجود في الوقت الفلاني، ولا يخفي أن زيدا لا يتغير معناه بحضوره وغيبته، نعم يمكن أن يشار إليه إشارة خاصة بالموجود حين وجوده ولا يمكن في غيره، وتفاوت الإشارة إلى الموضوع لا يؤثر في تفاوت العلم بالقضية، ونفس تفاوت الإشارة راجع إلى تغير المعلوم لا العلم. (2) وأما الحكماء فذهب محققوهم إلى أن الزمان والزمانيات كلها حاضرة عنده تعالى لخروجه عن الزمان كالخيط الممتد من غير غيبة لبعضها دون بعض وعلى هذا فلا إشكال، لكن فيه إشكالات لا يسع المقام إيرادها.
19 - التوحيد: أبي، عن سعد، عن محمد بن عيسى، عن إسماعيل بن سهل، (3) عن حماد ابن عيسى قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام فقلت: لم يزل الله يعلم؟ قال: أنى يكون يعلم ولا معلوم؟ قال: قلت: فلم يزل الله يسمع؟ قال: أنى يكون ذلك ولا مسموع؟ قال:
قلت: فلم يزل يبصر؟ قال: أنى يكون ذلك ولا مبصر؟ قال: ثم قال: لم يزل الله عليما سميعا بصيرا ذات علامة سميعة بصيرة.

(1) أورد الكليني الحديث مع زيادة في كتابه الكافي، أوردناه ذيل الحديث 11.
(2) العلم الذي لا يتغير حاله مع وجود المعلوم الخارجي وعدمه وقبله وبعده كما هو لازم هذا البيان علم كلى وسيأتي طعن المؤلف على من يقول به، والحق أن علمه تعالى حضوري لا حصولي و تفصيل بيانه في محله وعليه ينبغي أن يوجه الخبر لا على العلم الحصولي. ط (3) هو إسماعيل بن سهل الدهقان الضعيف عند أصحابنا.
(٧٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 * (أبواب تأويل الآيات والاخبار الموهمة لخلاف ما سبق) * باب 1 تأويل قوله تعالى: خلقت بيدي، وجنب الله، ووجه الله، ويوم يكشف عن ساق، وأمثالها، وفيه 20 حديثا. 1
3 باب 2 تأويل قوله تعالى: ونفخت فيه من روحي، وروح منه، وقوله صلى الله عليه وآله: خلق الله آدم على صورته، وفيه 14 حديثا. 11
4 باب 3 تأويل آية النور، وفيه سبعة أحاديث. 15
5 باب 4 معنى حجرة الله عز وجل، وفيه أربعة أحاديث. 24
6 باب 5 نفي الرؤية وتأويل الآيات فيها، وفيه 33 حديثا. 26
7 * (أبواب الصفات) * باب 1 نفي التركيب واختلاف المعاني والصفات، وأنه ليس محلا للحوادث والتغييرات، وتأويل الآيات فيها، والفرق بين صفات الذات وصفات الأفعال، وفيه 16 حديثا. 62
8 باب 2 العلم وكيفيته والآيات الواردة فيه، وفيه 44 حديثا. 74
9 باب 3 البداء والنسخ، وفيه 70 حديثا. 92
10 باب 4 القدرة والإرادة، وفيه 20 حديثا. 134
11 باب 5 أنه تعالى خالق كل شيء، وليس الموجد والمعدم إلا الله تعالى وأن ما سواه مخلوق، وفيه خمسة أحاديث. 147
12 باب 6 كلامه تعالى ومعنى قوله تعالى: قل لو كان البحر مدادا، وفيه أربعة أحاديث. 150
13 * أبواب أسمائه تعالى وحقائقها وصفاتها ومعانيها * باب 1 المغايرة بين الاسم والمعنى وأن المعبود هو المعنى والاسم حادث، وفيه ثمانية أحاديث. 153
14 باب 2 معاني الأسماء واشتقاقها وما يجوز إطلاقه عليه تعالى وما لا يجوز، وفيه 12 حديثا. 172
15 باب 3 عدد أسماء الله تعالى وفضل إحصائها وشرحها، وفيه ستة أحاديث. 184
16 باب 4 جوامع التوحيد، وفيه 45 حديثا. 212
17 باب 5 إبطال التناسخ، وفيه أربعة أحاديث. 320
18 باب 6 نادر، وفيه حديث. 322