والدم فاستقبح مقالتهم كل الفرق، ولعنهم كل الأمم، فلما سئلوا الحجة زاغوا و حادوا، فكذب مقالتهم التوراة، ولعنهم الفرقان، وزعموا مع ذلك أن إلههم ينتقل من قالب إلى قالب، وأن الأرواح الأزلية هي التي كانت في آدم، ثم هلم جرا تجري إلى يومنا هذا في واحد بعد آخر فإذا كان الخالق في صورة المخلوق فبما يستدل على أن أحدهما خالق صاحبه؟ وقالوا: إن الملائكة من ولد آدم كل من صار في أعلا درجة من دينهم خرج من منزلة الامتحان والتصفية فهو ملك، فطورا تخالهم نصارى في أشياء، وطورا دهرية يقولون إن الأشياء على غير الحقيقة فقد كان يجب عليهم أن لا يأكلوا شيئا من اللحمان لان الدواب عندهم كلها من؟ ولد آدم حو لوا في صورهم فلا يجوز أكل لحوم القربات.
بيان: قوله عليه السلام: إن إلههم ينتقل أي الطبيعة، ولذا قال عليه السلام: فطورا تخالهم نصارى للقول بحلول إلههم في المخلوق، وطورا دهرية لان الطبيعة ليست بإله، فهم نافون للصانع حيث يقولون: إن الأشياء على غير الحقيقة أي خلقت بالاهمال من غير أن يكون لها صانع راعى الحكمة في خلقها.
4 - رجال الكشي: طاهر بن عيسى، عن جعفر بن محمد، عن الشجاعي، عن الحمادي رفعة إلى أبي عبد الله عليه السلام: سئل عن التناسخ قال:؟ لمن نسخ الأول؟.
بيان: لعله مبني على حدوث العالم واستحالة غير المتناهي، والحاصل أن قولهم بالتناسخ إذا كان لعدم القول بالصانع فلا ينفعهم إذ لابد لهم من القول ببدن أول لبطلان لا تناهي الافراد المترتبة فيلزمهم القول بصانع للروح والبدن الأول فهذا الكلام لدفع ما هو مبنى قولهم بالتناسخ حيث يزعمون أنه ينفعهم القول به لعدم القول بالصانع.
وقال السيد الداماد قدس الله روحه: هذا إشارة إلى برهان إبطال التناسخ على القوانين الحكمية والأصول البرهانية، تقريره أن القول بالتناسخ إنما يستطب لو قيل بأزلية النفس المدبرة للأجساد المختلفة المتعاقبة على التناقل والتناسخ، وبلا تناهي تلك الأجساد المتناسخة بالعدد في جهة الأزل كما هو المشهور من مذهب الذاهبين إليه والبراهين الناهضة على استحالة اللانهاية العددية بالفعل مع تحقق الترتب والاجتماع في الوجود قائمة هناك بالقسط بحسب متن الواقع المعبر عنه بوعاء الزمان