بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٤ - الصفحة ٣٠٦
قال: فخر ذعلب مغشيا عليه ثم أفاق وقال: ما سمعت بهذا الكلام، ولا أعود إلى شئ من ذلك.
قال الصدوق رحمه الله: في هذا الخبر ألفاظ قد ذكرها الرضا عليه السلام في خطبته، و هذا تصديق قولنا في الأئمة عليهم السلام: أن علم كل واحد منهم مأخوذ عن أبيه حتى يتصل ذلك بالنبي صلى الله عليه وآله.
بيان: ذرب اللسان: حدته. قوله عليه السلام: معكوفا أي محبوسا. أخا حصر أي مصاحبا للعي والعجز. وكتفت الرجل أي شددت يديه إلى خلفه بالكتاف وهو حبل.
والطرف: العين، ومكفوفا حال منه أي يجعل عين الروح عمياء. قوله عليه السلام: مأووفا حال عن الرأي، ويمكن أن يقرأ على الأصل بالواوين لضرورة الشعر، أو بإشباع فتحة الميم.
قوله عليه السلام: حبا لسيده الحب بالكسر: المحبوب، ويمكن أن يقرأ بالضم أيضا بأن يكون مصدرا مؤولا بمعنى المفعول، ويمكن أن يكون مفعولا لأجله لكن عطف قوله: وبالكرامات يحتاج إلى تكلف أي ولكونه محفوفا وقوله: دليل الهدى بالرفع، ويحتمل النصب بالخبرية، فيكون الاسم ضميرا راجعا إلى الأخ، ولعله نظرا إلى المصرع الثاني أظهر.
35 - نهج البلاغة: ومن خطبة له عليه السلام. الحمد لله خالق العباد، وساطح المهاد، ومسيل الوهاد، ومخصب النجاد، ليس لأوليته ابتداء، ولا لأزليته انقضاء، هو الأول لم يزل، والباقي بلا أجل، خرت له الجباه، ووحدته الشفاه، حد الأشياء عند خلقه لها إبانة له من شبهها، (1) لا تقدره الأوهام بالحدود والحركات، ولا بالجوارح والأدوات، لا يقال له: متى، ولا يضرب له أمد بحتى، الظاهر لا يقال: مما، والباطن لا يقال: فيما، لاشبح فيتقضى، (2) ولا محجوب فيحوى، لم يقرب من الأشياء بالتصاق، ولم يبعد عنها بافتراق، لا يخفى عليه من عباده شخوص لحظة ولا كرور لفظة ولا ازدلاف ربوة و

(1) أي حد الأشياء تنزيها لذاته عن مماثلتها، وتمييزا له عن مشابهتها.
(2) أي ليس بجسم فيفنى بالانحلال.
(٣٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 301 302 303 304 305 306 307 308 309 310 311 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 * (أبواب تأويل الآيات والاخبار الموهمة لخلاف ما سبق) * باب 1 تأويل قوله تعالى: خلقت بيدي، وجنب الله، ووجه الله، ويوم يكشف عن ساق، وأمثالها، وفيه 20 حديثا. 1
3 باب 2 تأويل قوله تعالى: ونفخت فيه من روحي، وروح منه، وقوله صلى الله عليه وآله: خلق الله آدم على صورته، وفيه 14 حديثا. 11
4 باب 3 تأويل آية النور، وفيه سبعة أحاديث. 15
5 باب 4 معنى حجرة الله عز وجل، وفيه أربعة أحاديث. 24
6 باب 5 نفي الرؤية وتأويل الآيات فيها، وفيه 33 حديثا. 26
7 * (أبواب الصفات) * باب 1 نفي التركيب واختلاف المعاني والصفات، وأنه ليس محلا للحوادث والتغييرات، وتأويل الآيات فيها، والفرق بين صفات الذات وصفات الأفعال، وفيه 16 حديثا. 62
8 باب 2 العلم وكيفيته والآيات الواردة فيه، وفيه 44 حديثا. 74
9 باب 3 البداء والنسخ، وفيه 70 حديثا. 92
10 باب 4 القدرة والإرادة، وفيه 20 حديثا. 134
11 باب 5 أنه تعالى خالق كل شيء، وليس الموجد والمعدم إلا الله تعالى وأن ما سواه مخلوق، وفيه خمسة أحاديث. 147
12 باب 6 كلامه تعالى ومعنى قوله تعالى: قل لو كان البحر مدادا، وفيه أربعة أحاديث. 150
13 * أبواب أسمائه تعالى وحقائقها وصفاتها ومعانيها * باب 1 المغايرة بين الاسم والمعنى وأن المعبود هو المعنى والاسم حادث، وفيه ثمانية أحاديث. 153
14 باب 2 معاني الأسماء واشتقاقها وما يجوز إطلاقه عليه تعالى وما لا يجوز، وفيه 12 حديثا. 172
15 باب 3 عدد أسماء الله تعالى وفضل إحصائها وشرحها، وفيه ستة أحاديث. 184
16 باب 4 جوامع التوحيد، وفيه 45 حديثا. 212
17 باب 5 إبطال التناسخ، وفيه أربعة أحاديث. 320
18 باب 6 نادر، وفيه حديث. 322