أقول: ذكر السيد ابن طاووس قدس الله روحه في كتاب النجوم من هذه الرسالة جملة ليست فيما عندنا من النسخ فلنذكرها:
" قلت: أخبرني هل يعرف أهل بلادك علم النجوم؟ قال: إنك لغافل عن علم أهل بلادي بالنجوم! قلت: وما بلغ من علمهم بها؟ فقال: إنا نخبرك عن علمهم بخصلتين تكتفي بهما عما سواهما. قلت: فأخبرني ولا تخبرني إلا بحق. قال بديني لا أخبرك إلا بحق وبما عاينت. قلت: هات.
قال: أما إحدى الخصلتين فإن ملوك الهند لا يتخذون إلا الخصيان. قلت: و لم ذاك؟ قال: لان لكل رجل منهم منجما حاسبا فإذا أصبح أتى باب الملك فقاس الشمس وحسب فأخبره بما يحدث في يومه ذلك، وما حدث في ليلته التي كان فيها، فإن كانت امرأة من نسائه قارفت شيئا يكرهه أخبره، فقال: فلان قارف كذا وكذا مع فلانة، ويحدث في هذا اليوم كذا وكذا.
قلت: فأخبرني عن الخصلة الأخرى. قال: قوم بالهند بمنزلة الخناقين عندكم يقتلون الناس بلا سلاح ولا خنق ويأخذون أموالهم. قلت: وكيف يكون هذا؟ قال.
يخرجون مع الرفقة والتجار بقدر ما فيها من الرجالة فيمشون معهم أياما ليس معهم سلاح، ويحدثون الرجال ويحسبون حساب كل رجل من التجار فإذا عرف أجمعهم موضع النفس من صاحبه وكزكل واحد منهم صاحبه الذي حسب به في ذلك الموضع فيقع جميع التجار موتى! قلت: إن هذا أرفع من الباب الأول إن كان ما تقول حقا!
قال: أحلف لك بديني إنه حق ولربما رأيت ببلاد الهند قد اخذ بعضهم وامر بقتله.
قلت: فأخبرني كيف كان هذا حتى اطلعوا عليه؟ قال: بحساب النجوم. قلت:
فما سمعت كهذا علما قط، وما أشك أن واضعه الحكيم العليم، فأخبرني من وضع هذا العلم الدقيق الذي لا يدرك بالحواس ولا بالعقول ولا بالفكر؟ قال: حساب النجوم وضعته الحكماء وتوارثه الناس ". (1)