بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٣ - الصفحة ١٠١
يشرحه (1) حتى يطفوا على الماء، يكمن تحته ويثور الماء الذي عليه حتى لا يتبين شخصه، فإذا وقع الطير على السمك الطافي وثب إليها فاصطادها، فانظر إلى هذه الحيلة كيف جعلت طبعا في هذه البهيمة لبعض المصلحة؟.
قال المفضل: فقلت: خبرني يا مولاي عن التنين والسحاب، فقال عليه السلام: إن السحاب كالموكل به يختطفه حيثما ثقفه، كما يختطف حجر المقناطيس الحديد، فهو لا يطلع رأسه في الأرض خوفا من السحاب ولا يخرج إلا في القيظ مرة إذا صحت السماء فلم يكن فيه نكتة من غيمة، قلت: فلم وكل السحاب بالتنين يرصده ويختطفه إذا وجده؟ قال: ليدفع عن الناس مضرته.
بيان: قوله: لا بعقل وروية، لعل المراد أن هذه الأمور من محض لطفه تعالى حيث يلهمهم ذلك لا بعقل وروية، وفي أكثر النسخ: لا يعقل ومروته، وهو تصحيف و المراد معلوم. والجهد: الطاقة والمشقة أي أصابته مشقة عظيمة من العطش. و العجيج: الصياح ورفع الصوت. وأعوزه الشئ أي احتاج إليه. والتماوت: إظهار الموت حيلة. والمساورة: هي الوثوب على وجه الصيد. وقال الفيروزآبادي: الدلفين بالضم دابة بحرية تنجي الغريق (2) وقوله عليه السلام: يثور الماء أي يهيجه ويحركه.
والتنين: حية عظيمة معروفة. وثقفه أي وجده. والقيظ: صميم الصيف من طلوع الثريا إلى طلوع سهيل. والصحو: ذهاب الغيم.
قال المفضل: فقلت: قد وصفت لي يا مولاي من أمر البهائم ما فيه معتبر لمن اعتبر فصف لي الذرة (3) والنمل والطير، فقال عليه السلام:
يا مفضل تأمل وجه الذرة الحقيرة الصغيرة هل تجد فيها نقصا عما فيه صلاحها؟

(1) أي يقطعه.
(2) وقيل: هو خنزير البحر، وهو دابة تنجي الغريق، وهو كثير بأواخر نيل مصر من جهة البحر الملح، لأنه يقذف به البحر إلى النيل، وصفته كصفة الزق المنفوخ، وله رأس صغير جدا، وليس في دواب البحر ماله رئة سواه، فذلك يسمع منه النفخ والنفس، وهو إذا ظفر بالغريق كان أقوى الأسباب في نجاته، لأنه لا يزال يدفعه إلى البر حتى ينجيه، ولا يؤذى أحدا، ومن طبعه الانس بالانسان وخاصة بالصبيان.
(3) الذرة: النحلة الصغيرة الحمراء.
(١٠١)
مفاتيح البحث: الصيد (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 1 ثواب الموحدين والعارفين، وبيان وجوب المعرفة وعلته، وبيان ما هو حق معرفته تعالى، وفيه 39 حديثا. 1
3 باب 2 علة احتجاب الله عز وجل عن خلقه، وفيه حديثان 15
4 باب 3 إثبات الصانع والاستدلال بعجائب صنعه على وجوده وعلمه وقدرته وسائر صفاته، وفيه 29 حديثا. 16
5 باب 4 توحيد المفضل. 57
6 باب 5 حديث الإهليلجية. 152
7 باب 6 التوحيد ونفي الشرك، ومعنى الواحد والأحد والصمد، وتفسير سورة التوحيد، وفيه 25 حديثا. 198
8 باب 7 عبادة الأصنام والكواكب والأشجار والنيرين وعلة حدوثها وعقاب من عبدها أو قرب إليها قربانا، وفيه 12 حديثا. 244
9 باب 8 نفي الولد والصاحبة، وفيه 3 أحاديث. 254
10 باب 9 النهي عن التفكر في ذات الله تعالى، والخوض في مسائل التوحيد، وإطلاق القول بأنه شيء، وفيه 32 حديثا. 257
11 باب 10 أدنى ما يجزي من المعرفة والتوحيد، وأنه لا يعرف الله إلا به، وفيه 9 أحاديث. 267
12 باب 11 الدين الحنيف والفطرة وصبغة الله والتعريف في الميثاق، وفيه 42 حديثا. 276
13 باب 12 إثبات قدمه تعالى وامتناع الزوال عليه وفيه 7 أحاديث. 283
14 باب 13 نفي الجسم والصورة والتشبيه والحلول والاتحاد، وأنه لا يدرك بالحواس والأوهام والعقول والأفهام، وفيه 47 حديثا. 287
15 باب 14 نفي الزمان والمكان والحركة والانتقال عنه تعالى، وتأويل الآيات والأخبار في ذلك، وفيه 47 حديثا. 309