قلبي ونظر بصري ان لم يكن من الله فمن رسوله - يعني جبرئيل - فإياك يا علي ان تضيع سري هذا فاني دعوت الله ان يذيق من أضاع سري هذا جراثيم جهنم، واعلما ان كثيرا من الناس وان قل تعبدهم إذا عملوا ما أقول لك كانوا في أشد العبادة وأفضل الاجتهاد، ولولا طغاة هذه الأمة لبثثت هذا السر ولكن علمت أن الدين إذا يضيع، وأحب ان لا ينتهي ذلك الا إلى ثقة، اني لما أسري بي انتهيت إلى السماء السابعة فتح لي بصري إلى فرجة في العرش تفور كفور القدر، فلما أردت الانصراف أقعدت عند تلك الفرجة ثم نوديت:
يا محمد ان ربك يقرئك السلام ويقول لك: أنت أكرم خلقه عليه وعنده علم وقد زواه عن جميع الأنبياء وجميع أممهم غيرك وغير أمتك لمن ارتضيت لله منهم ان يسروه لمن بعدهم لمن ارتضوا لله منهم انه لا يضرهم بعد ما أقول لك ذنب كان قبله ولا ما يأتي بعده، ولذلك أمرت بكتمانه لئلا يقول العاملون حسبنا هذا من الطاعة.
يا محمد قل لمن عمل كبيرة من أمتك فأراد محوها والطهرة منها فليطهر لي بدنه وثيابه وليخرج إلى برية أرضي فليستقبل وجهي - يعني القبلة - حيث لا يراه أحد، ثم ليرفع يديه إلي فإنه ليس بيني وبينه حائل وليقل: يا واسعا يا حسنا عائدته يا ملتمسا فضل رحمته ويا مهيبا لشدة سلطانه ويا راحما بكل مكان ضرير اصابه الضر فخرج إليك مستعيذا بك هائبا لك يقول