الباب الثاني فيما ورد في شأن نوح عليه السلام محمد بن علي بن الحسين بن بابويه في كتاب كمال الدين وتمام النعمة، قال حدثنا محمد بن علي بن حاتم البرمكي قال حدثنا أبو العباس أحمد بن عيسى الشا البغدادي، قال حدثنا أحمد بن طاهر القمي قال حدثنا محمد بن يحيى بن سهل الشيباني قال حدثنا علي بن الحارث عن سعد بن منصور الجواشني، قال أخبرنا أحمد بن علي البديلي قال أخبرني أبي عن سدير الصيرفي عن أبي عبد الله (ع)، وذكر حديثا طويلا في الاخبار عن المهدي وغيبته وما يتضمن الجفر من ذكره وأن فيه شبها من جماعة الأنبياء عليهم السلام كابطاء نوح وغير ذلك يقول فيه أبو عبد الله (ع):
وأما إبطاء نوح فإنه لما استنزل العقوبة على قومه من السماء بعث الله عز وجل إليه الروح الأمين جبرائيل عليه السلام، ومعه سبع نوايات فقال يا نبي الله إن الله تبارك وتعالى يقول لك: هؤلاء خلائقي وعبادي ولست أبيدهم بصاعقة من صواعقي إلا بعد تأكيد الدعوة والزام الحجة، فعاود اجتهادك في الدعوة لقومك فاني مثيبك عليه، واغرس هذا النوى، فان لك في نباتها وبلوغها وادراكها إذا أثمرت الفرج والخلاص فبشر بذلك من معك من المؤمنين، فلما نبتت الأشجار وتأزرت وتشرفت وزهى الثمر عليها بعد زمان طويل استنجز من الله العدة فأمره أن يغرس من نوى