خلقك الا وهو لك في حاجته معتمد وفي طلبته سايل ومن ألحهم سؤالا لك أنا ومن أشدهم اعتمادا لك أنا لئن أمسيت شديدا ثقتي في طلبتي إليك وهي كذا وكذا فإنك ان قضيتها قضيت وان لم تقضها فلا تقضى أبدا وقد لزمني من الامر مالا بدلي منه فلذلك طلبت إليك يا منفذ أحكامه بإمضائها امض قضاء حاجتي هذه بأثباتكها في غيوب الإجابة حتى تقلبني منجحا حيث كانت تغلب لي فيها أهواء جميع عبادك وامنن على بامضائها وتيسرها من تكديرها على بتردادها وبتطوالها ويسرها لي فأني مضطر إلى قضائها قد علمت ذلك فاكشف ما بي من الضر بحقك الذي تقضى به ما تريد، فإنه إذا قال ذلك قضيت حاجته قبل ان يموت فليطب على ذلك نفسا.
يا محمد ان لي علما أبلغ به من علمه رضاي مع طاعتي وأغلب له هواه إلى محبتي من أراد ذلك فليقل: يا مزيل قلوب المخلوقين من هواهم إلى هواه ويا قاصر أفئدة العباد لامضاء القضاء بنفاذ القدر أثبت من قضائك وقدرك وازالتك وقصرك عملي وبدني وأهلي ومالي في لوح الحفظ المحفوظ بحفظك يا حفيظ الحافظ حفظه واحفظني بالحفظ الذي جعلت من حفظته به محفوظا وصير شؤوني كلها بمشيتك في الطاعة مني لك مواتية وحبب حب ما تحب من محبتك إلي في الدين والدنيا أحيني على ذلك في الدنيا وتوفني عليه واجعلني من أهله على كل حال أحببت ذلك أم كرهت يا رحيم فإنه إذا قال ذلك لم أره في دينه فتنة ولم اكره إليه طاعتي أبدا.