(في نقل حديثين) وأحببت أن أختم الخاتمة بذكر حديثين ذكرهما العلامة بسندهما في كتابه المسمى بمنهاج اليقين في فضائل أمير المؤمنين، يشتملان على فضل الذرية العلوية وما يجب لهم من الاكرام ومراعاة حقهم.
" الحديث الأول " روى العلامة قدست نفسه مسندا في كتابه المذكور إلى عبد الله بن المبارك، قال: كنت ولعا بحج بيت الله الحرام شديد المداومة في كل عام على حضوره ففي بعض السنوات لما أزف الناس الاهتمام لاهبة الحج وحضرت وفود الحجاج من البلاد أنست من نفسي الكسل في تلك السنة عن الاستعداد لاهبة الحج، ثم نشطت لذلك وقلت: وما يقعدني عن صحبة القوم وأنا قادر على النفقة مخلى السبيل، فقمت وشددت على وسطي كيسا فيه خمسماءة دينار، وخرجت إلى سوق الإبل لاشتري جمالا للحج، فلم أزل يومي أستعرض الإبل إلى أن تعالى النهار واشتدت الهاجرة، ولم يقع في يدي ما يصلح للطريق، فسأمت السوم وعزمت الرجوع إلى المنزل.