مطالعته، ومدارسته. وشيخنا المعاصر أبقاه الله تعالى، ربما كان من الأوقات يرغب عنه، لتكثر مراسيله، ولأنه لم يذكر مأخذ الاخبار من الكتب القديمة ورجع بعد ذلك إلى الرغبة فيه. لان جماعة من متأخري أهل الرجال، و غيرهم من ثقات أصحابنا، وثقوه وأطنبوا في الثناء عليه، ونصوا على إحاطة علمه بالمعقول والمنقول.
وله تصانيف ومناظرات في الإمامة وغيرها مع علماء الجمهور، سيما مجالسه في مناظرات الفاضل الهروي في الإمامة في منزل السيد محسن في المشهد الرضوي على ساكنه وآبائه وأبنائه من الصلوات أكملها ومن التسليمات أجزلها ومثله لا يتوهم في نقل الاخبار من غير مواردها. ولو فتحنا هذا الباب على أجلاء هذه الطائفة، لأفضى بنا الحال إلى الوقوع على أمور، لا نحب ذكرها.
على اننا تتبعنا ما تضمنه هذا الكتاب من الاخبار، فحصل الاطلاع على أماكنها التي انتزعها منه، مثل الأصول الأربعة وغيرها من كتب الصدوق و غيره من ثقات أصحابنا أهل الفقه والحديث. ولعلنا نشير في تضاعيف هذا الشرح إلى جملة وافية منها.
وأما اطلاعه وكمال معرفته بعلم الفلاسفة وحكمتها، وعلم التصوف و حقيقته. فغير قادح في جلالة شأنه، فان أكثر، علمائنا، من القدماء والمتأخرين قد حققوا هذين العلمين ونحوهما، من الرياضي والنجوم والمنطق وهذا غني عن البيان، وتحقيقهم لتلك العلوم ونحوها وأصولها، والاعتقاد بها، والاطلاع على مذاهب أهلها:
حكى لي عالم من أولاد شيخنا الشهيد الثاني طاب ثراه، أن بعض الناس كان يتهم الشيخ في زمن حياته، بالتسنن، لأنه كان يدرس في بعلبك وغيرها من