بهذا الامر، ثارت الفتن بين السلاطين، وسفكت الدماء، وذهبت الأموال.
فكان الشيخ بهاء الملة والدين، يلاحظ مثل هذه الأمور، ويحسن المعاشرة مع أرباب المذاهب، خوفا من إثارة الفتن.
وأما حكاية الغناء فهو طاب ثراه ممن نص على تحريمه، وحكى الاجماع عليه، وناقش من ذهب إلى تحليله من علمائهم، كالغزالي وجماعة من الشافعية حيث ذهبوا ا لي أن الحرام منه ما كان مع آلات اللهو، كالعود والطنبور والزمر ونحو ذلك، وأما الغناء وحده فحلال، وسيأتي انشاء الله تعالى تحقيق الغناء والكلام فيه، والرد على الفاضل الكاشي حيث صار في كتاب الوافي إلى ما حكيناه من الغزالي، نعم، حكي أن الشيخ البهائي طاب ثراه كان يسمع انشاد الشعر بألحان، ما كان يعتقد انها من أنواع الغناء المحرم لان الغناء وإن كان مما أجمع أصحابنا رضوان الله عليهم على تحريمه الا أنهم اختلفوا في تحقيق معناه فبعضهم أرجعه إلى العرف والعادة وبعضهم حمله على قول أهل اللغة، فيكون مسألة من مسائل الاجتهاد لايلام من قال، وذهب إلى قول من الأقوال فيها.
وأما استحسانه لبعض أشعار الصوفية، مثل جملة من أشعار المثنوي ومحي الدين بن العربي ونحوهما، فأما هو تحسين الكلام، والحكمة ضالة المؤمن، وفي الحديث: أن إبليس لما ركب مع نبي الله نوح عليه السلام في السفينة، ألقى إليه جملة من النصايح والمواعظ، فأمر الله نوح عليه السلام، بقبولها والعمل بها، وقال أجريتها على لسانه:
وكان سيدنا الاجل المرتضى علم الهدى طاب ثراه يميل إلى مصاحبة أهل الأديان ويمدح في أشعاره من يستحق المدح لرتبته في العلم، سيما إسحاق الصابي، فإنه كان ملازما لمجلسه، مصاحبا في الحضر والسفر، ولما مات رثاه بقصيدة من قصايد ديوانه، ما أظنه رثى أخيه الرضي (ره) بمثلها. ونقل انه