أجابه، فقال: يا فلان، ففتح عينه، فقال: لبيك يا أبا القاسم، فقال: إشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، فنظر الغلام إلى أبيه فلم يقل له شيئا، ثم ناداه رسول الله (صلى الله عليه وآله) الثانية وقال له مثل قوله الأول، فالتفت الغلام إلى أبيه فلم يقل له شيئا، ثم ناداه رسول الله (صلى الله عليه وآله) الثالثة فالتفت الغلام إلى أبيه، فقال أبوه: إن شئت فقل وإن شئت فلا، فقال الغلام: أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله، ومات مكانه، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لأبيه: اخرج عنا، ثم قال لأصحابه: غسلوه وكفنوه وآتوني به أصلي عليه، ثم خرج وهو يقول:
الحمد لله الذي أنجا بي اليوم (1) نسمة من النار (2).
() - عن أبي عبد الله عن أبيه عن آبائه (عليهم السلام) قال: رسول الله (صلى الله عليه وآله): قال الله تبارك وتعالى: وعزتي وجلالي لا اخرج عبدا من الدنيا وأنا أريد أن أرحمه حتى أستوفي منه كل خطيئة عملها، إما بسقم في جسده، أو بضيق في رزقه، وإما بخوف في دنياه، فإن بقيت عليه بقية شددت عليه عند الموت، وعزتي وجلالي لا اخرج عبدا من الدنيا وأنا أريد أن أعذبه حتى أوفيه حسنة عملها، إما بسعة في رزقه، وإما بصحة في جسده، وإما بأمن في دنياه، فإن بقيت عليه بقية هونت عليه بها الموت (3).
() - عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إن الله تبارك وتعالى إذا كان من أمره أن يكرم عبدا وله ذنب ابتلاه بالسقم، فإن لم يفعل ذلك به ابتلاه بالحاجة، فإن لم يفعل ذلك به شدد عليه الموت ليكافيه بذلك الذنب، قال: وإذا كان من أمره أن يهين عبدا وله عنده حسنة صحح بدنه، فإن لم يفعل ذلك به وسع له في رزقه، فإن هو لم يفعل ذلك به هون عليه الموت ليكافئه بتلك الحسنة (4).