وهذا ذو القرنين وان لم يكن يذكر دخوله في الشيعة فهو ممن اتفق أهل الاسلام كافة على صلاحه واختصاصه بالله جل جلاله واطلاعه على اسراره تعالى، وإذا كان ملهما بعلمها فهو أيضا مما يمكن ان يكون من أسباب ثبوتها في الدلالة وتعليمها للعباد لأنه لا يمكن معرفته أصولها إلا من جانب الله جل جلاله.
(فصل) ومن جوابي ما ذكرته لبعض من حكم بدلالة النجوم على منعي من حركة عزمت عليها بتدبير العالم بكل معلوم، وهى انتقالنا إلى بغداد في سنة اثنتين وخمسين وستمائة، ان قلت ما معناه نحن أبناء قوم حكموا برتب الفلك على الفلك ففرج لجدنا محمد صلوات الله وسلامه عليه الطرق في السماوات، لما اسرى به إلى غاية مقامات العنايات، وانشق القمر لأجله وسقط في دار جدنا المعظم علي اظهارا لفضله واعيدت الشمس لأجل صلاته وجعلت النجوم جندا تمنع الشياطين اكراما لولادة جدنا وتعظيما لمقاماته، فنحن ان سلكنا في تلك الطرائق، ظافرون بما يقتضيه فضل ربنا علينا من الوراثة لنصيبنا من تركة أهل الحقائق، وما أحضركم مرة حذرني المنجمون من حركة لي فأقدمت، وأمروا بالحركات فأحجمت كل ذلك بتدبير من عليه توكلت واليه فوضت، وهو حسبي ونعم الوكيل (فصل) وممن ذكر بعلم النجوم وزير المنصور أبو أيوب سليمان بن محمد المورياني وهو منسوب إلى قرية من قرى الأهواز يقال لها الموريان فذكر عبد الرحمان بن المبارك في الجزء الأول من (تاريخ الوزراء) بخط