ننكره فقال هارون بالله عليك يا موسى هذا العلم لا تظهروه عند الجهال وعوام الناس، حتى لا يشيعوه عنكم وتنفس العوام به وغط هذا العلم وارجع إلى حرم جدك ثم قال هارون بقيت مسالة أخرى بالله عليك اخبرني بها قال سل قال بحق القبر والمنبر، وبحق قرابتك من رسول الله (ص) أنت تموت قبلي أم انا أموت قبلك؟ فإنك تعرف هذا من علم النجوم فقال له موسى آمني حتى أخبرك فقال لك الأمان قال انا أموت قبلك ما كذبت ولا اكذب ووفاتي قريب قال قد بقيت لي مسالة تخبرني بها ولا تضجر قال سل قال أخبروني انكم تقولون ان جميع المسلمين عبيدنا وإماؤنا وانكم تقولون من يكون لنا عليه حق ولا يوصله لنا فليس بمسلم فقال موسى كذب الذين زعموا انا نقول ذلك وإذا كان كذلك فكيف يصح البيع والشراء عليهم ونحن نشتري عبيدا وجواري ونعتقهم ونقعد معهم ونأكل معهم ونشتري المملوك ونقول له يا بني وللجارية يا بنية ونقعدهم يأكلون معنا تقربا إلى الله تعالى، فلو أنهم عبيدنا وإماؤنا ما صح البيع والشراء، وقد قال النبي (ص) لما حضرته الوفاة الله الله في الصلاة وما ملكت ايمانكم، يعني واظبوا على الصلاة وأكرموا مماليككم من العبيد ولا ماء فنحن نعتقهم، فهذا الذي سمعته كذب من قائله، ودعوى باطلة، ولكن نحن ندعي ان ولاء جميع الخلائق لنا نعني ولاء الدين وهؤلاء الجهال يظنون ولاء الملك حملوا دعواهم على ذلك ونحن ندعي ذلك لقول النبي (ص) يوم غدير خم من كنت مولاه فعلي مولاه يعني بذلك ولاء الدين والذي يوصلونه
(١٠٩)