رسول يخبره عن العلوم الآلهية، والا فمتى قدر على طريق طبية، يحترز بها من الضرر المظنون، فقد أوجب العقلاء الاحتراز عن الضرر بكل طريق يمكن أو يكون، وقد أطبق العقلاء على تجويز ان تكون النجوم دلالات، وعلامات وامارات، ونطقت بذلك الروايات من الثقات ولو أن بعض هؤلاء القائلين والناقلين خوف انسانا من سفر، وذكر له عند تحذيره الخطر، لتوقف من السفر المذكور، أو تحذر بقدر دفع المحذور فال أقل ان يكون حكم المحترس من النجوم المذكورة، كحال حكم المظنون من الأمور المحذورة، فيحتاج المكلف إلى كشف طريق السلامة والأمان لمعرفة ما يحتاج إلى معرفته بحسب الامكان، ويكون كلما ذكروا ان عليه قطعا في وقت مدته، يستعد قبل حضوره للقاء الله جل جلاله بمقتضى قدرته أو يتصدق أو يدعو لدفع خطر ذلك وتحصيل الأمان من تجويز مضرته ولا يكون الانسان على حال من الغفلة عن الاستعداد للمعاد، أو انقطاع لذاته ان كان من أهله دار الفناء والنفاد، فلا يحس الا بحيطان الموت أو القواطع قد وقعت عليه، فيحصل في ندم ترك الاحتياط بكل ما كان يقدر عليه وقد رأينا من يستريح إلى منامات عند الحادثات، وروي ذلك فيما لا أحصيه من الروايات، وما زال الاستظهار والاحتياط في طلب المجاب من كمال ذوي الألباب ولو كان كل علم ضل فريق من أهله مبطلا ذلك لاصله لتعذر ثبوت شئ من المعلومات، إذ كان وقع فيها اختلاف حتى في البديهيات.
(٨)