وهو أسير الفناء وقوم جرى عليهم حكم البلاء، وتفرقوا بعد الاقتراب وتمزقوا تحت التراب، وعليه وثيقة بلسان الحال أنه خلق في الدنيا للزوال وغريمه جل جلاله حاكم الآجال، والآمال فكيف يسع من حاله مثل هذه الحال أن يرضى بالتعلل والتهوين والاهمال، بادر رحمك الله حيث إن الأنفاس باقية والأقدام جارية، وبيدك صحائف أعمالك ليوم الوعيد، يكتب فيها كلما تريد، ولا تقنع أن تحشر يوم القيامة وعليك ذل أهل الندامة وقد شمت بك من كان عدوا لك في دنياك وترى من هو دونك الآن متقدما عليك في أخراك ألهمك الله وإيانا عنايات المطالب وشرفنا بالظفر بما هوجل جلاله أهله من المواهب.
وهذا آخر الجزء الرابع من كتاب المهمات في صلاح المتعبد وتتمات لمصباح المتهجد، والحمد لله جل جلاله الذي شملنا كرمه وإفضاله حتى مكننا من التمام، ونسئله جل جلاله ما هو أهله من العناية والانعام وأن يوفقنا لما يريد منا ويرضى به عنا، وصلاته على سيد المرسلين محمد النبي وآله الطاهرين.
* * *