يقول السيد الإمام العالم العامل الفقيه الكامل العلامة الفاضل البارع الورع الزاهد العابد المتصدق رضى الدين ركن الاسلام جمال العارفين أفضل السادة سلطان العلماء أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد الطاوس الحسيني بلغه الله أمانيه وكبت أعاديه: هذا لفظ الرواية وقد قدمنا عمل وقت الغروب عند عمل اليوم والليلة 1، وفي ذلك كفاية وسيأتي في موضع آخر من كتابنا ذكر رواية أخرى بهذا الدعاء أبلغ في شرح الفضل وبلوغ الرجاء.
ورأيت في بعض تفسير كلمات في هذه الدعوات: أن (جبل حوريث) وقيل: (حوريثا)، هو الجبل الذي خاطب الله جل جلاله موسى عليه السلام في أول خطابه، وتابوت يوسف عليه السلام حمل إلى ناحية جبل حوريثا من ناحية طور سيناء و (بحر سوف) بلسان العبرية يوم سوف أي بحر بعيد (و (ساعير) جبل يدعى جبل السراء كان عيسى عليه السلام يناجى الله جل جلاله عليه و (جبل فاران) هو الجبل الذي كان محمد صلى الله عليه وآله يناجى الله جل جلاله عليه وقريب من مكة.
أقول: وإذ قد ذكرنا ما أردناه من عمل الأسبوع، فليكن ذلك آخر هذا الكتاب المسمى ب (جمال الأسبوع) وقد أودعناه من أسرار عبادات وأنوار صلوات وفوائد تنبيهات على معاملات وموائد ضيافات لذوي سعادات ما يعرف جليل قدرها من اطلعه الله جل جلاله على تفصيل سرها فكن أيها الناظر فيها والمطلع على معانيها مستوطنا لمغانيها وسالكا سبيل من يعانيها ويراعيها قبل أن يحال بينك وبين يد تمتد إليها وبينك وبين عين تطلع عليها وبينك وبين قدم تقوم بها وبينك وبين قوة تنهض لها فإنك إما طال عمرك فعجزت عما فيها من المراحم والمكارم والمراسم، والمواسم وإما ورد عليك ما لا بد منه من الموت الهاجم، وإياك أن تطيع التعلل بسوف فقل من تعلل بها إلا وقع في الندم والخوف، وإنما يملك زمام ما يستقبل من الأوقات الله جل جلاله القادر على المقدورات، وأما من كانت أوقات عافيته مستورة وساعات مؤنته محجوبة عنه،