بسم الله الرحمن الرحيم يقول السيد الإمام العالم العامل الفقيه العلامة العارف المخلص الفاضل الكامل رضى الدين ركن الاسلام جمال العارفين أنموذج السلف الطاهر ذو الحسبين أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد الطاوس الحسيني شرف الله قدره وقدس في الملاء الاعلى ذكره بمحمد وآله صلى الله عليهم أجمعين:
أحمد الله جل جلاله الذي أيقظ ذوي السنة من أهل الوجود بألسنة الفضل والكرم والجود، وعلم العبد المخلوق من التراب حتى تكلم بمحكم الآداب على منابر الصواب، وألبس العقل من خلع أنواره حتى أجلس صاحبه بالفضل على أرائك ممالك أسراره، ورفع بالرياسة منازل مملوكه وعبده عن نوازل مهالك 1 حده، وظلل ظلال فهمه بما أسبل عليه من حلل كمال رحمته وحلمه، وكانت حياته مواتا فأخذه بيد قدرته من عدمه وأعاشه، وكان عظمه عريانا فكساه لحما من نعمته وراشه، وكان امكانه رفاتا فأخذ بيده وانتاشه، وكان لسانه مقفلا ففتح بمفاتيح جوده أقفاله، وكان انسانه مهملا فأوضح بمصابيح شمس سعوده إقباله، وكان بصره في الأفق اكمه فكحله بميل فضله حتى أبصر سبيل مثله،