علي بن أبي طالب عليه السلام اعلم الأمة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله بدليل ما نذكره فيما بعد من الصحاح، لان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله رجعوا إلى حكمه في قضاياهم وسألوه، ولم يسأل هو أحدا منهم، ولا رجع إلى حكمه بما لا ريب في اثباته في الصحاح، وفى تفسير قوله صلى الله عليه وآله: أنت اخى ووارثي وقوله صلى الله عليه وآله: ترث منى ما ورث الأنبياء من قبلك، وهو كتاب الله تعالى وسنة نبيهم، ومن ورث الكتاب والسنة فلا شك انه اعلم الناس، لان العلم لا يخرج عن الكتاب والسنة. وإذا كان وارثهما، كان اعلم بهما من سائر الناس، وإذا كان اعلم بهما كان أفضل الأمة، بدليل ما تقدم من الآيات الدالة على تفضيل العالم على من هو دونه في العلم.
والثاني - مما يعلم به صلاح الظاهر أيضا " الجهاد " والدليل على أن الجهاد درجة الفضل، قوله تعالى: " لا يستوى القاعدون من المؤمنين غير أولى الضرر والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة وكلا وعد الله الحسنى وفضل الله المجاهدين على القاعدين اجرا عظيما " (1).
والثالث - " ثبوت الولاية " للأمة كثبوتها لله تعالى ولرسوله صلى الله عليه وآله بدليل قوله تعالى " إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة " الآية (2) فقد تقدم ثبوت اختصاص هذه الآية به من الصحاح وبقول النبي صلى الله عليه وآله: أنت ولى كل مؤمن بعدى ومؤمنة.
والرابع - كونه " مولى الأمة " بدليل قوله صلى الله عليه وآله من كنت مولاه فعلى مولاه، وقد تقدم ثبوت ذلك من الصحاح من غير طريق.
والخامس " ثبوت الاخوة لرسول الله صلى الله عليه وآله " بدليل قوله صلى الله عليه وآله أنت اخى في الدنيا والآخرة وقد تقدم بيانه، وغير ذلك مما يكثر عدده وإذا ثبت له سلامة الباطن والظاهر، وجب أن يكون أولى بالأمة، ومن كان كذلك، كان أحق بالاتباع بدليل