المستنصر (1) عند هداتها، وإن كان في غيرها من الكتب لأرباب هذه الكتب ما هو أكثر في الرواية ورودا، وأبلغ في النهاية مقصودا من طرقهم لا من طريق غيرهم لم نذكره لئلا يحتج محتج بان يقول: لم يتفق على هذا الخبر ولم ترد صحة هذا الأثر فلا يظفر راويه بإقامة حجة على دافعه ولا يرجع دافعه عن نزاع منازعه، لان له دفع ذلك على طريق المكابرة والحجاج، ومحظور عليه دفع ما ورد في الصحاح، وما أضفناه إليها، لأنها أصول الاحتجاج، فصارت أدلة نجم (2) بها مكنون الاستبصار ونور بها ظلام الانتصار وكمل بها ظاهر الشغب (3) الملتئم وظهر بها كامن الحق المكتتم لكونها أصولا أثبتت التأصيل وفروعا أينعت (4) التحصيل، فعد الظافر بها جذلان (5) يرفل (6) في مرط الولاء، والمعرض عنها خزيان يعثر في طرق الشقاء، إذ هي من فوائد فرائد ألفاظ الرسول وقلائد صحائح عقيان (7) المنقول فاللازم لها لا حق بسعادة المكتسب، والتارك لها زاهق بشقاوة المنقلب، وذلك مع تشعب خاطر و ذهن غير موازر (8) واخوان للالتقاء لا للانتقاء (9) وللاعداد لا للاستعداد وللألفة لا للكلفة، وللتجمل لا للتحمل، وللاجتماع لا للانتجاع، (10) فان وقع سهو عن
(٤٧٤)