باب مناقب علي بن أبي طالب عليه السلام، وبالاسناد المقدم، قال: قال عمر بن الخطاب:
توفى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو عنه راض، وقال له رسول الله صلى الله عليه وآله:
أنت مني وانا منك (1).
318 - ومن الباب أيضا وبالاسناد المقدم من سنن أبي داود وصحيح الترمذي قال: عن عمران بن الحصين، قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وآله جيشا واستعمل عليهم عليا عليه السلام، فلما غنموا، أصاب علي عليه السلام من السبي جارية، فتعاقدوا ان يخبروا رسول الله صلى الله عليه وآله، فلما أخبروا، اعرض عنهم، ثم اقبل عليهم، والغضب يعرف في وجهه، فقال:
ما تريدون من علي؟ ان عليا مني وانا منه (2).
319 - ويليه من الباب أيضا، وبالاسناد المقدم، من سنن أبي داود، وصحيح الترمذي، قال: عن أبي جنادة: ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال: علي مني وانا من علي، ولا يؤدى عني الا انا أو علي (3).
قال يحيى بن الحسن: اعلم، ان " من " فيها أربعة أوجه: تكون لابتداء الغاية، وتكون للتبعيض، وتكون زائدة وتكون لتبيين الجنس.
فاما كونها لابتداء الغاية: فمثل قوله سبحانه وتعالى: " سبحان الذي اسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى " (4) يريد سبحانه وتعالى: ان ابتداء سيره من المسجد الحرام وانتهاء غاية سيره إلى المسجد الأقصى.
واما كونها للتبعيض: فمثل قوله سبحانه وتعالى: " خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها " (5). يريد تعالى: اخذ البعض من أموالهم ما يطهر به الباقي ويزكيه، أي يزيده لان الزكاة في لغة العرب: هي عبارة عن النماء.