مناقب آل أبي طالب - ابن شهر آشوب - ج ٣ - الصفحة ٣٥٠
محمد بن علاء، وسعد الإسكاف عن سعد قال: كنت عند أبي عبد الله ذات يوم إذ دخل عليه رجل من ولد الأنصار من أهل الجبل بهدايا وألطاف وكان فيما أهدي إليه جراب فيه قديد وحش فنشره أبو عبد الله قدامه ثم قال: خذ هذا القديد فاطعمه الكلب، فقال الرجل: ولم؟ فقال: ان القديد ليس بذكي، فقال الرجل:
لقد اشتريته من رجل مسلم، قال: فرده أبو عبد الله في الجراب كما كان، ثم قال للرجل: قم فادخله البيت فضعه في زاوية البيت، ففعل، وقد تكلم أبو عبد الله بكلام لا أعرفه ولا أدري ما هو فسمع الرجل القديد وهو يقول: يا عبد الله ليس مثلي يأكله الامام ولا أولاد الأنبياء انى لست بذكي، فحمل الرجل الجراب حتى مر على كلب فألقاه إليه فأكله الكلب.
أخطل الكاهلي قال أبو عبد الله لقرابتي: يا عبد الله بن يحيى الكاهلي إذا لقيت السبع فاقرأ في وجهه آية الكرسي وقل له عزمت عليك بعزيمة الله وعزيمة ومحمد وعزيمة سليمان بن داود وعزيمة أمير المؤمنين وعزيمة الأئمة من بعده فإنه ينصرف عنك، قال عبد الله الكاهلي: فقدمت الكوفة فخرجت مع ابن عم لي إلى بعض القرى فإذا سبع قد اعترض لنا في بعض الطريق فقرأت في وجهه ما أمرني به أبو عبد الله ثم قلت:
إلا تنحيت عن طريقنا ولا تؤذينا فانا لا تؤذيك، قال: فنظرت إليه وقد طأطأ رأسه وأدخل ذنبه بين رجليه وتنكب الطريق راجعا من حيث جاء، فقال ابن عمي:
ما سمعت كلاما أحسن من كلامك هذا الذي سمعته منك، فقلت: أي شئ سمعت؟
هذا كلام جعفر بن محمد، فقال: أنا أشهد ان جعفر بن محمد إمام فرض الله طاعته.
سيف بن عميرة عن أبي أسامة الشحام قال: قال لي أبو عبد الله: يا زيد كم أتى عليك من سنة؟ قلت: كذا وكذا، قال: يا أبا أسامة جدد عبادة وأحدث توبة، فبكيت، فقال لي: ما يبكيك ياريد؟ قلت: جعلت فداك نعيت إلي نفسي، فقال:
يا أبا أسامة ابشر فإنك معنا وأنت من شيعتنا، ثم قال بعد كلام: والله لكأني أنظر إليك والى الحارث بن المغيرة البصري في الجنة في درجة واحدة رفيقك فأبشر.
شعيب بن ميثم قال أبو عبد الله: يا شعيب أحسن إلى نفسك وصل قرابتك وتعاهد اخوانك ولا تستبد بالشئ فتقول: ذا لنفسي وعيالي، ان الذي خلقهم هو الذي يرزقهم، فقلت: نعى والله إلي نفسي، فرجع شعيب، فوالله ما لبث إلا شهرا حتى مات صندل عن سورة بن كليب قال: قال أبو عبد الله: يا سورة كيف حججت العام قال: استقرضت حجتي والله انى لاعلم ان الله سيقضيها عني وما كان حجتي بعد المغفرة
(٣٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 345 346 347 348 349 350 351 352 353 354 355 ... » »»
الفهرست