الناس إلى ولاية الصادق ففرقة أطاعت وأجابت، وفرقة جحدت وأنكرت، وفرقة تورعت ووقفت. قال: فخرج من كل فرقة رجل فدخلوا على الصادق فقال أحدهم:
أصلحك الله قدم علينا رجل من أهل الكوفة فدعا الناس إلى ولايتك وطاعتك فأجاب قوم وتورع قوم، فقال له: من أي الثلاثة أنت؟ قال: أنا من الفرقة التي ورعوا قال: وأين ورعك يوم كذا وكذا مع الجارية! - يعرض به انه كان مع بعض القوم جارية فخلا بها ووقع عليها -، قال: فسكت الرجل.
عبد الرحمن بن كثير في خبر طويل: ان رجلا دخل المدينة يسأل عن الامام فدلوه على عبد الله بن الحسن فسأله هنيئة ثم خرج فدلوه على جعفر بن محمد (ع) فقصده، فلما نظر إليه جعفر قال: يا هذا انك كنت مغرى فدخلت مدينتنا هذه تسأل عن الامام فاستقبلك فئة من ولد الحسن فأرشدوك إلى عبد الله بن الحسن فسألته هنيئة ثم خرجت فان شئت أخبرتك عما سألته وما رد عليك ثم استقبلك من ولد الحسين فقالوا لك: يا هذا ان رأيت أن تلقى جعفر بن محمد فافعل، فقال: صدقت قد كان كما ذكرت، فقال له: ارجع إلى عبد الله بن الحسن فاسأله عن درع رسول الله وعمامته فذهب الرجل فسأله عن درع رسول الله والعمامة فأخذ درعا من كندوج له فلبسها فإذا هي سابغة فقال: كذا كان رسول الله يلبس الدرع، فرجع إلى الصادق فأخبره فقال: ما صدق، ثم أخرج خاتما فضرب به الأرض فإذا الدرع والعمامة ساقطين من جوف الخاتم فلبس أبو عبد الله الدرع فإذا هي إلى نصف ساقه ثم تعمم بالعمامة فإذا هي سابغة فنزعها ثم ردهما في الفص، ثم قال: هكذا كان رسول الله يلبسها ان هذا ليس مما غزل في الأرض ان خزانة الله في كن وان خزانة الامام في خاتمه وان الله عنده في الدنيا كسكرجة وانها عند الامام كصحيفة فلو لم يكن الامر هكذا لمن نكن أئمة وكنا كسائر الناس.
أبو بصير قال: دخلت على أبي عبد الله فقال: يا أبا محمد ما فعل أبو حمزة الثمالي؟
قلت: خلفته صالحا، قال: إذا رجعت إليه فاقرأه مني السلام واعلمه انه يموت يوم كذا وكذا، من شهر كذا وكذا فكان كما قال.
شهاب بن عبد ربه قال لي أبو عبد الله: كيف بك إذا نعاني إليك محمد بن سليمان قال: فلا والله ما عرفت محمد بن سليمان من هو، فكنت يوما بالبصرة عند محمد بن سليمان قال: فلا والله ما عرفت محمد بن سليمان من هو، فكنت يوما بالبصرة عند محمد بن سليمان وهو والي البصرة إذا ألقى إلي كتابا وقال لي: يا شهاب عظم الله أجرك وأجرنا في إمامك جعفر بن محمد، قال: فذكرت الكلام فخنقتني العبرة.