مناقب آل أبي طالب - ابن شهر آشوب - ج ٣ - الصفحة ٩٤
خلوا سبيل الجاهد المجاهد * في الله ذي الكتب وذى المشاهد في الله لا يعبد غير الواحد ويوقظ الناس إلى المساجد روي أنه (ع) سهر في تلك الليلة فأكثر الخروج والنظر إلى السماء وهو يقول:
والله ما كذبت وانها الليلة التي وعدت، ثم يعاود مضجعه، فلما طلع الفجر أتاه ابن التياح ونادى: الصلاة، فقام فاستقبله الإوز فصحن في وجهه فقال: دعوهن فإنهن صوايح نتبعها نوايح، وتعلقت حديدة في ميزره فشد إلى أزاره على الباب وهو يقول اشدد حيازيمك للموت * فان الموت لافيكا ولا تجزع من الموت * إذا حل بواديكا فقد اعرف أقواما * وإن كانوا صعاليكا مساريع إلى الخير * وللشر متاريكا أبو صالح الحنفي سمعت عليا (ع) يقول: رأيت النبي صلى الله عليه وآله في منامي فشكوت إليه ما لقيت من أمته من الأولاد واللدد، وبكيت فقال: لا تبك يا علي، والتفت فالتفت فإذا رجلان مصفدان وإذا جلاميد يرصخ بها رؤسهما.
وروي انه (ع) قال لام كلثوم: يا بنية اني أراني قل ما أصحبكم قالت: وكيف ذاك يا أبتاه؟ قال: اني رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله في منامي وهو يمسح الغبار عن وجهي ويقول: يا علي لا عليك قد قضيت ما عليك، قالت: فما مكثنا حتى ضرب تلك الليلة الضربة. وفي رواية أنه قال: لا بنية لا تفعلي فاني أرى رسول الله يشير إلي بكفه يا علي الينا فان ما عندنا هو خير لك. أبو مخنف الأزدي، وابن راشد، والرفاعي، والثقفي جميعا: انه اجتمع نفر من الخوارج بمكة فقالوا: انا شرينا أنفسنا لله فلو أتينا أئمة الضلال وطلبنا غرتهم فأرحنا منهم البلاد والعباد، فقال عبد الرحمن بن ملجم:
انا أكفيكم عليا، وقال الحجاج بن عبد الله السعدي الملقب بالبرك: انا أكفيكم معاوية فقال عمرو بن بكر التميمي: انا أكفيكم عمرو بن العاص، واتعدوا التاسع عشر من شهر رمضان. ثم تفرقوا فدخل ابن ملجم الكوفة فرأى رجلا من أهل التيم تيم الرباب عند قطام التميمية وكان أمير المؤمنين (ع) قتل أباها الا خضر وأخاها الأصبغ بالنهروان فشغف بها ابن ملجم وخطبها فأجابته بمهر ذكره العبدي في كلمة له فقال:
فلم أر مهرا ساقه ذو سماحة * كمهر قطام من فصيح واعجم ثلاثة آلاف وعبد وقينة * وضرب علي بالحسام المسمم فلا مهر أغلى من علي وإن غلا * ولا قتل إلا دون قتل ابن ملجم
(٩٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 ... » »»
الفهرست