مناقب آل أبي طالب - ابن شهر آشوب - ج ٣ - الصفحة ٨٤
يا أمير المؤمنين في مثل هذا الموضع، فقال: نعم يا قيس انه ليس من عبد إلا وله من الله حافظ واقيه ملكان يحفظانه من أن يسقط من رأس جبل أو يقع في بئر فإذا نزل القضاء خليا بينه وبين كل شئ. وكان مكتوبا على درعه (ع):
أي يومي من الموت أفر * يوم لا يقدر أم يوم قدر يوم لا يقدر لا أخشى الوغى * يوم قد قدر لا يغني الحذر وروي ان درعه (ع) كانت لاقب لها، أي لا ظهر، فقيل له في ذلك، فقال:
ان وليت فلا واليت، أي نجوت. قال السوسي:
وكان له مثل الدراهم سائل * على ظهره في الدرع كالسطر إذ سطر فأبصره من لا اسميه قلة * وعما قليل يظهر الله ما استتر وقال ألا اجعل خلف ظهرك مثل ما * يوقيك في الهيجاء من مكر من مكر فقال يوقى ظهره من بنفسه * إذ ما رأى القرن المبارز أن يفر فاما أنا والله يعلم انني * لو الموت لاقاني على غفلة ذعر وقولا لقرني أنت في حرج متى * عفوت إذا ولاك حيدرة الدبر قال المرتضى:
يشهد الحرب حاسرا ثم يأتي * وعليه من النجيع دروع وقال مسلم:
عليه درع تلين المرهفات له * من الشجاعة لا من نسج داود (مركوبه عليه السلام) بغلة بيضاء يقال لها دلدل، أعطاه رسول الله صلى الله عليه وآله وإنما سميت دلدل لان النبي لما انهزم المسلمون يوم حنين قال دلدل، فوضعت بطنها على الأرض فأخذ النبي (ص) حفنة من تراب فرمى بها في وجوههم، ثم أعطاها عليا (ع) وذلك دون الفرس، وقيل له (ع): ألا تركب الخيل وطلابك كثير، فقال: الخيل للطلب والهرب، ولست أطلب مدبرا ولا أنصرف عن مقبل، وفي رواية: لا أكر على من فر، ولا أفر ممن كر، والبغلة تزجيني، أي تكفيني.
فصل: في لوائه وخاتمه محمد الكسائي في المبتدأ: ان أول حرب كانت بين بني آدم ما كان بين شيث وقابيل وذلك أن الله تعالى أهدى إليه حلة بيضاء، ورفعت الملائكة له راية بيضاء، فسلسلت الملائكة لقابيل وحملوه إلى عين الشمس ومات فيها، وصارت ذريته عبيدا لشيث.
(٨٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 ... » »»
الفهرست